فصام وقام الليل والناس نوم … ويخلو برب واحد متفرد
بحزم وعزم واجتهاد ورغبة … ويعلم أن الله ذا العرش يعبد
ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها … لكان رسول الله حيا يخلد
أترقد يا مغرور والنار توقد … فلا حرها يطفى ولا الجمر يخمد
فيا راكب العصيان ويحك خلها … فتحشر عطشانا ووجهك أسود
فكم بين مشغول بطاعة ربه … وآخر بالذنب الثقيل مقيد
فهذا سعيد في الجنان منعم … وهذا شقي في الجحيم مخلد
كأني بنفسي في القيامة واقف … وقد فاض دمعي والمفاصل ترعد
وقد نصب الميزان … للفصل والقضا
وقال آخر:
امنع جفونك أن تذوقا مناما … وذر الدموع على الخدود سجاما
واعلم بأنك ميت ومحاسب … يا من على سخط الجليل أقاما
لله قوم أخلصوا في حبه … فرضى بهم واختصهم خداما
قوم إذا جن الظلام عليهم … باتوا هنالك سجدا وقياما
خمص البطون من التعفف ضمرا … لا يعرفون سوى الحلال طعاما
وقال آخر:
لله ساهر ليله ما يهجع … وَجِلُ الفؤاد من الذنوب مُصَدَّع
يبكي بدمع ساكب هفوَاتِهِ … والليل في جلبابه متبرقع
نَدِمٌ على ما كان من عصيانه … ملكا تذل له الملوك وتخضع
يا رب ما للذنب غيرك غافر … وإليك منه يا إلهي المفزع
يا رب عبدك ضارع فاغفر له … ما لم يزل يدعوك فيه ويضرع