للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلم يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلم يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ ذُكِرْتَ عَنْدَهُ فَلم يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ» (١).

وروى مسلم (٢) عن أبى هريرة قال: قال رسول الله : «الصَّلَوَاتِ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لما بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ».

٥ - رمضان شهر الجود: ففي الصحيحين (٣) عن ابن عباس ﴿قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَد مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ المرْسَلَةِ» (٤).


(١) أخرجه أبو يعلى (٥٩٢٢)، وابن حبان (٩٠٧)، والطبراني في «الأوسط» (٨١٣١) عن حَفْص بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلمةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.
قلت: وهذا إسناد حسن، وروراه أحمد في «المسند» (٢/ ٢٥٤)، والترمذي في «السنن» (٣٥٤٥) وغيرهما عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلم يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ فَانْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلم يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ». وفي إسناده: عبد الرحمن بن إسحاق: قال الحافظ: صدوق.
وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٦٤٦)، وابن خزيمة (١٨٨٨)، وغيرهما عن كثير بن زيد الأسلمى عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله ارتقى المنبر … فذكر بمعناه. وفى إسناده كثير بن زيد الأسلمى: صدوق يخطئ، والوليد بن رباح صدوق.
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٣).
(٣) أخرجه البخاري (٣٥٥٤، ١٩٠٢)، ومسلم (٢٣٠٨).
(٤) قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (٤/ ١٣٩): قَالَ الزَّيْن بْن المنَيِّرِ: وَجْه التَّشْبِيه بَيْن أَجُودِيَّتِهِ بِالْخَيْرِ وَبَيْن أَجُودِيَّة الرِّيح المرْسَلَة أَنَّ المرَادَ بِالرِّيحِ رِيحُ الرَّحْمَة الَّتِي يُرسُلِهَا اللهُ تَعَالَى لِإِنْزَالِ الْغَيْثِ الْعَامِّ الَّذِي يَكُونُ سَبَبًا لِإِصَابَةِ الْأَرْضِ الميْتَةِ وَغَيْرِ الميْتَةِ، أَيْ فَيَعُمُّ خَيْرُهُ وَبِرُّهُ مَنْ هُوَ بِصِفَةِ الْفَقْرِ وَالْحَاجَةِ وَمَنْ هُوَ بِصِفَةِ الْغِنَى وَالْكِفَايَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَعُمُّ الْغَيْث النَّاشِئَة عَنْ الرِّيحِ المرْسَلَةِ .

<<  <   >  >>