للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - الصوم فى سبيل الله يباعد عن النيران: ففي «الصحيحين» (١) عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبِيلِ اللَّهِ (٢) إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» (٣).

٥ - الصوم وقاية وجُنة من النار: ففي الصحيحين (٤) من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ».

وعن عثمان بن أبى العاص قال: سمعت رسول الله يقول: «الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنْ النَّارِ، كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْقِتَالِ» (٥)، وفى لفظٍ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ».

وقال ابن العربي (٦): إنما كان الصوم جُنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات، فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا، كان ذلك ساترًا


(١) أخرجه البخاري (٢٨٤٠)، ومسلم (١١٥٣).
(٢) في سبيل الله: أي صام وهو مجاهد، ما لم يضعفه الصوم عن الجهاد، أما إذا أضعفه فالفطر في =
الجهاد في حقه أَوْلى.
(٣) الْخَرِيف زَمَان مَعْلُوم مِنْ السَّنَةِ، وَالمرَاد بِهِ هُنَا اَلْعَام، وَتَخْصِيص اَلْخَرِيفِ بِالذِّكْرِ دُونَ بَقِيَّةِ اَلْفُصُولِ - اَلصَّيْف وَالشِّتَاء وَالرَّبِيع - لِأَنَّ اَلْخَرِيفَ أَزْكَى اَلْفُصُول لِكَوْنِهِ يُجْنَى فِيهِ اَلثِّمَارُ، انظر «فتح الباري» (٦/ ٥٧).
(٤) أخرجه البخاري (١٨٩٤)، ومسلم (١١٥١).
(٥) صحيح: أخرجه أحمد في «المسند» (٤/ ٢٢، ٢١٧)، والنسائي (٤/ ١٦٧)، وابن ماجه «السنن» (١٦٣٩)، من طرق: عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي هند، أن مطرفًا من بنى عامر بن صعصعة، عن عثمان بن أبي العاص به، وأخرجه النسائي «الصغرى» (٤/ ١٦٧)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (٣/ ٤)، وغيرهما من طرق: عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي هند به. وأخرجه أحمد (٤/ ٢١٧)، والطبرانى «الكبير» (٨٣٦٤)، من طريق حماد بن سلمة، عن سعيد الجريرى، عن يزيد بن عبد الله، عن مطرف، عن عثمان به.
(٦) «فتح الباري» (٤/ ١٢٥): قال صاحب «النهاية»: مَعْنَى كَوْنه جُنَّة أَيْ يَقِي صَاحِبه مَا يُؤْذِيه مِنْ الشَّهَوَات.

<<  <   >  >>