للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن حزم (١): فَالْقُرْآنُ نَزَلَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، وَبِالْعَرَبِيَّةِ خَاطَبَنَا رسول اللَّهِ .

والاعتكاف في لغة العرب: الإقامة … فكل إقامة في مسجد لله تعالى بنية التقرب إليه اعتكاف … مما قل من الأزمان أو كثر؛ إذ لم يخص القرآن والسنة عددًا من عدد، ووقتًا من وقت.

أما دليلهم من السنة: فما روي عن النبي أنه قال: «من اعتكف فواق ناقة فكأنما أعتق نسمة من ولد إسماعيل» (٢).

واعترض عليه: بأنه لا يصح عن رسول الله .

أما دليلهم من المأثور: فعن يعلى بن أمية قال: إني لأمكث في المسجد الساعة، وما أمكث إلا لأعتكف (٣).

قلت: الراجح والله أعلم: أن أقل الاعتكاف هو ما يسمى به المرء معتكفًا ولو ساعة، قال النووي: ينبغي لكل جالس في المسجد لانتظار صلاة أو لشغل آخر من آخرة أو دنيا أن ينوي الاعتكاف، فيحسب له ويثاب عليه ما لم يخرج من المسجد، فإذا خرج ثم دخل جدد نية أخرى.

• المبحث الثاني: وقت دخول المعتكف المسجد:

اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:

ذهب الإمام أحمد في رواية عنه (٤)، والأوزاعى، والثوري، والليث في أحد قوليه (٥)، وجماعة إلى أن المعتكف يدخل المسجد بعد صلاة فجر يوم عشرين من رمضان.


(١) «المحلى» (٥/ ٣٧٩).
(٢) أخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (١/ ٢٢)، وقال الحافظ في «التلخيص الحبير»: وفي المتن نكارة شديدة.
(٣) إسناده صحيح: أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٤/ ٣٤٦)، وابن أبي شيبة (٣/ ٨٩).
(٤) انظر: «المغني» (٤/ ٤٨٩ - ٤٩٠)، «الفروع» (٣/ ١٧٠)، «الإنصاف» (٣/ ٣٦٩).
(٥) انظر: «شرح مسلم» للنووي (٨/ ٢٤٠)، «فتح الباري» (٤/ ٢٧٧).

<<  <   >  >>