قال الطبرى: فأخبر ﷺ أن فضل صوم داود نبى الله ﵇ على غيره - إنما كان من أجل أنه كان مع صومه ذلك لا يضعف عن القيام من الأعمال التى هى أفضل من الصوم، وذلك ثبوته لحرب أعداء الله عند التقاء الزحوف، وتَرْكه الفرار منهم هنالك والهرب. فإذا كان ﷺ إنما قضى لصوم داود بالفضل على غيره من معانى الصوم النفل لما ذكرنا من السبب، فكل من كان صومه لا يورثه ضعفًا عن أداء فرائض الله تعالى وعما هو أفضل من صومه ذلك، من نفل الأعمال في حال أحوال عمره، وهو صحيح، فغير مكروه له صومه ذلك، وكل من أضعفه صومه النفل عن أداء شاء من فرائض الله ﷿، فغير جائز له أن يصوم صومه ذلك، بل هو محظور عليه، فإن لم يكن يضعفه صومه ذلك عن أداء شاء من فرائض الله، وكان يضعفه عما هو أفضل منه من نفل الأعمال، فإن صومه ذلك له مكروه، غير محبوب، وإن لم يؤثمه؛ للذى وصفنا من تركه ما اختار رسول الله ﷺ لأمته من ذلك على غيره. (٢) «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٣٣٧).