للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاصل فيما ورد عن النبي من الأخبار في صيام الدهر:

١ - حديث حمزة بن عمرو الأسلمى لما سأل النبي عن الصوم في السفر، فقال: إنى أسرد الصوم. فقال له النبي : «إِنْ شئت فَصُمْ، وَإِنْ شئت فَأَفْطِرْ».

يحتمل أن حمزة كان يصوم الدهر، ويحتمل أيضًا أنه كان يسرد الصوم في بعض الأوقات، وأنه لم يصم الدهر، كما ورد عن النبي أنه كان يسرد الصوم، حتى يقال: إنه لا يفطر.

وورد أيضًا عن رسول الله أنه قال: «مَنْ صَامَ يومًا في سَبِيلِ اللهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ، عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» وهذا يدل على أنه كلما كثر الصيام قربه من الجنة، وبَعَّده عن النار. أما حديث عبد الله بن عمر أن النبي قال له: «لَا صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ».

وحديث الثلاثة الذين قال أحدهم: أَصُومُ وَلَا أُفْطِرُ، فَقال النَّبِيَّ : «لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي».

فهَدْى النبي أحسن الهَدْى، حيث قال : «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ»، فالإنسان قد لا يتحمل صيام الدهر دائمًا ويضعف عنه، وقد لا يستطيع أن يقوم بباقى العبادات الأخرى.

• ولصائم الدهر حالات:

الحالة الأولى: أن يضعفه الصوم عن نافلة، أو عن أداء الفرائض، كالجهاد عند وجوبه عليه، أو الصلاة المكتوبة، أو غير ذلك من حقوق الله التى تلزمه، فلم يفطر وصام، وأثر صومه في تلك الفرائض التى لزمته حتى أعجزه ذلك عنها، كان محرمًا عليه هذا الصوم.

الحالة الثانية: إن كان صومه الدهر مع إفطاره الأيام المنهى عنها، كيوم العيدين، وأيام التشريق، لم يضعفه عن أداء شاء من فرائض الله، ولكن يورثه ضعفًا عما هو أفضل

<<  <   >  >>