للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الرابع أحكام دخول الشهر ورؤية الهلال]

وفيه مباحث:

• المبحث الأول: بما يثبت شهر رمضان؟

يثبت دخول شهر رمضان إما برؤية هلاله، أو بإكمال شعبان ثلاثين يومًا (١).

دل على ذلك قول النبي : «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ».

• المبحث الثاني: هل هناك أذكارٌ لمن رأى هلال رمضان؟

عن طلحة بن عبيد الله أن النبي كان إذا رأى الهلال قال: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» (٢).


(١) قال شيخ الإسلام «كتاب الصيام» (ص ٧٦): وجملة ذلك أن الموجب لصوم رمضان أشياء:
أحدها: إكمال عدة شعبان، فمتى أكملوا عدة شعبان لزمهم الصوم، سواء رأوا الهلال أو لم يروه، وسواء حالَ دون منظره سحاب أو قتر أو لم يَحُل؛ ولتواتر الأحاديث عن النبي بذلك؛ ولأن الشهر لا يكون أكثر من ثلاثين يومًا، فمتى كمل شعبان فقد تيقنا دخول شهر رمضان، ثم إكمال شعبان مبني على ابتدائه، فإن كان أوله قد رئي بالرؤية العامة، فآخره قد تُيقن انصرامه بكمال العدة، وإن كان بشهادة عدلين. الثانى: رؤية الهلال، فإن رئي رؤية عامة فقد وجب الصوم، سواء رأوه بعد إكمال عدة شعبان أو لتسع وعشرين خلت منه أيضًا من العلم العام. وقد قال الله : ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾. وتواترت الأحاديث عن النبي بوجوب الصوم لرؤيته.
(٢) أسانيده ضعيفة: أخرجه أحمد (١/ ١٦٢)، والترمذي (٣٤٥١) وقال: هذا حديث حسن غريب. والدارمي (٢/ ٤)، وغيرهم. قلت: وفي إسناده سليمان بن سفيان المدني وهو منكر الحديث. ولهذا الحديث شواهد: ١ - منها حديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٩٠٤). قلت: وفى إسناده هشام بن زياد، وهو متروك. وأخرجه ابن حبان (٨٨٨)، والدارمي (٢/ ٣)، وغيرهما. قال: وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي، وفيه ضعف. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٦/ ١٤٤)، في ترجمة عثمان: روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة، قلت: فما حاله؟ قال: يكتب حديثه وهو شيخ. ٢ - شاهد أبي سعيد الخدري: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٩٠٥)، قلت: وفى إسناده عبيد الله بن تمام، ضعيف. ٣ - شاهد أنس بن مالك: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٩٠٥). وفى إسناده محمد بن عبيد الله العزرمي متروك. ٤ - حديث رافع بن خديج: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٩٠٨). قلت: وفى إسناده محمد بن موسى الخرشي، لين، وميمون بن زيد، مقبول، وليث بن أبي سليم فيه مقال، فهذا إسناد ضعيف جدًّا. ٥ - حديث على بن أبي طالب: أخرجه الطبراني في «الدعاء» (٩٠٩)، (٩١٠)، هذا إسناد ضعيف جدا، في إسناده شريك سيء الحفظ والحارث كذاب. ٦ - حديث عبادة بن الصامت: أخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٣٩٨)، عن عبد العزيز بن محمد قال: حدثنى من لا أتهم من أهل الشام. فهذه جهالة. ٧ - ورد مراسيل عن قتادة: أولها: ما أخرجه أبو داود في «السنن» (٥٠٩٢)، من طريق موسى بن إسماعيل، عن أبان، عن قتادة، أنه بلغه عن رسول الله: «هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ آمَنْتُ بِالَّذِى خَلَقَكَ». وثانيها: ما أخرجه البغوي في «شرح السنة» (١٣٣٦)، من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة أنه بلغه، وكان يحيى بن سعيد القطان، لا يرى إرسال قتادة والزهري شيئًا. ويقول: هى بمنزلة الريح في «الجرح والتعديل» (١/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>