للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوتر بركعة واحدة عن عثمان بن عفان (١)، وسعد بن أبي وقاص (٢) ومعاوية بن أبي سفيان (٣)، وغيرهم.

• القول الثاني: يُكره الوتر بركعة واحدة ليس قبلها شفع:

وإليه ذهب أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد (٤). واستدلوا لذلك بأنه روي أن النبي نهى عن البتيراء، أن يصلي الرجل ركعة واحدة يوتر بها (٥).


(١) صحيح: أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (١٢٧٦)، وغيره، من طريق عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: قلت لأغلبن الليلة على المقام. فسبقت إليه، فبينا أنا قائم أصلي إذ وضع رجل يده على ظهري فنظرت فإذا هو عثمان وهو خليفة فتنحيت عنه، فقام فما برح قائمًا حتى فرغ من القرآن في ركعة لم يزد عليها، فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة. قال: أجل، هي وتري. وفي إسناده: فليح بن سليمان قال الحافظ: صدوق يخطئ، وأخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٨٦)، وغيره، وإسناد حسن، وأخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (٤٦٥٣)، وغيره، وإسناده صحيح.
(٢) روى البخاري (٦٤٥٦) عن عبد الله بن ثعلبة أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة.
(٣) روى البخاري (٣٧٦٤) من طريق ابن أبي مليكة قال: أوتر معاوية بعد العشاء بركعة.
وصح الوتر بركعة عن ابن مسعود وحذيفة، كما في «المصنف» لعبد الرزاق (٣٦٥٢). وتميم الداري كما في «فضائل القرآن» (ص ٩) بسند رجاله ثقات عن ابن سيرين أن تميمًا الداري قرأ القرآن في ركعة. وروى الطحاوي «شرح مشكل الآثار» بسند حسن عن أبي عبيد الله قال: رأيت أبا الدرداء وفضالة ومعاذ بن جبل يدخلون المسجد والناس في صلاة الغداة فيتنحون إلى بعض السواري، فيوتر كل واحد منهم بركعة، ثم يدخلون مع الناس في الصلاة. أخرج عبد الرزاق (٤٦٥٨) بسند صحيح عن ابن سيرين قال: سَمَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، فَقَامَا يَتَحَادَثَانِ حَتَّى رَأَيَا تَبَاشِيرَ الْفَجْرِ، فَأَوْتَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِرَكْعَةٍ.
(٤) «المدونة» (١/ ١٢٠)، و «الموطأ» (١/ ١٢٥)، و «التمهيد» (٥/ ٢٥٦)، و «فتح الباري» لابن رجب (٥/ ١٩٩)، و «مسائل عبد الله» (٣٢٨، ٣٣٠).
(٥) حديث واهٍ: ضعفه ابن القطان، وقال ابن القيم «إعلام الموقعين» (٢/ ٣١٥): هو حديث لا يُعرف له إسناد صحيح، ولا ضعيف ولا شيء من كتب الحديث المعتمدة، وضعفه ابن حزم في «المحلى» (٣/ ٤٨)، وكذا النووي في «المجموع» (٤/ ٣١)، وغيرهم كثير: كالزيلعي، وابن الجوزي، والعجلوني، والشوكاني، والذهبي، والله أعلم.

<<  <   >  >>