للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَحْدَهُ دُونَ سَائِرِ الْحَاجِّ.

• القول الثالث: يَصُومُ مَعَ النَّاسِ، وَيُفْطِرُ مَعَ النَّاسِ، وهى رواية للإمام أحمد وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وَهَذَا أَظْهَرُ الْأقوالٍ.

واستدلوا لذلك بعموم قول النبي : «الصوم يومَ تَصُومُونَ، وَالْفِطْرُ يومَ تُفْطِرُونَ، وَالْأَضْحَى يومَ تُضَحُّونَ» (١).


(١) أسانيده ضعيفة: مدار الحديث على محمد بن المنكدر، عن أبي هريرة. واختلف على محمد:
فرواه حماد بن زيد، عن أيوب، وتابع أيوبَ معمرٌ وروح بن عبادة وعبد الصمد عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه أبو داود في «السنن» (٢٣٢٤)، وعبد الرزاق (٧٣٠٤)، والدارقطني في «السنن» (٢/ ١٦٣). ورواه إسماعيل بن علية وعبد الوهاب فجعلاه موقوفًا، أخرجه الدارقطني في «السنن» (٢/ ١٦٣)، والبيهقي في «الكبرى» (٤/ ٢٥١).
وذكره الدارقطني في «العلل» (١٠/ ٦٣) من طريق ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر مرسلًا.
ومدار هذه الروايات على ابن المنكدر عن أبي هريرة، قال ابن معين وأبو زرعة: لم يسمع ابن المنكدر من أبي هريرة ولم يلقه، كما في «جامع التحصيل» (٢٧٠). وأخرجه ابن ماجه في «السنن» (١٦٦٠) فأبدل محمد بن المنكدر ب (محمد بن سيرين) وهذه الرواية منكرة؛ لمخالفة الثقات، وفي السند إليه (محمد بن عمر المقرئ) لا يُعرف. وأخرجه الترمذي في «العلل الكبير» (٢١٩)، عن ابن المنكدر عن عائشة. وفي السند يحيى بن اليمان ضعيف، وكان يخطئ في الأحاديث ويقلبها
وأخرجه البيهقي في «الكبرى» (٥/ ١٧٥)، عن ابن المنكدر، عن عائشة مرفوعًا، قال البيهقي: تفرد به محمد بن إسماعيل، عن سفيان. وأخرجه الترمذي في «السنن» (٦٩٧)، وقال: هذا حديث حسن غريب، من طريق إسحاق بن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن سعيد المقبرى، عن أبي هريرة مرفوعًا. وفيه عثمان بن محمد الأخنسي.
قال الحافظ في «التقريب»: «صدوق له أوهام»، وثقه ابن معين والبخاري وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن المديني: روى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أحاديث مناكير، وقال النسائي في السنن: عثمان ليس بذاك القوى. قال الذهبى في «الميزان»: وله ما ينكر. قال ابن حبان: عثمان بن محمد يعتبر بحديثه من غير رواية المخرمى عنه لأن المخرمى ليس بشاء في الحديث. وإسحاق بن جعفر أيضًا صدوق ولكن قد تابعه أبو سعيد مولى بنى هاشم وهو ثقة كما عند البيهقي في «السنن الكبرى» (٤/ ٢٥٢). ولكن قد تكلم الإمام أحمد على هذا الإسناد كما في رواية أبي داود (ص: ٤٠٤)، قال: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: يروى عن النبي قال: «ما بين المشرق والمغرب قبلة»، وليس له إسناد، يعني، حديث عبد الله بن جعفر المخرمى من ولد مسور بن مخرمة، عن عثمان الأخنسي، عن المقبرى، عن أبي هريرة، عن النبي يريد بقوله «ليس له إسناد» لحال عثمان الأخنسي؛ لأن في حديثه نكارة. اه.
قال ابن رجب في «فتح الباري» (٢/ ٢٨٩) قول أحمد: ليس له إسناد. يعني: أن في أسانيده ضعفًا. وأخرجه الدارقطني في «السنن» (٢/ ١٦٤)، من طرق فيها الواقدي، والواقدي متروك.
وللحديث شواهد:
١ - حديث عائشة: أخرجه الشافعي في «المسند» (٤٣٨). وفى إسناده إبراهيم بن محمد، متروك.
٢ - حديث ابن عمر: أخرجه البيهقي في «الكبرى» (٥/ ١٧٦)، وفى إسناده مسلم بن خالد وهو ضعيف، وأخرجه ابن حبان في «المجروحين» (٢/ ٢٣٦). وموسى بن عبيدة، ضعيف.

<<  <   >  >>