حاولوا بكلِّ ما يَستطيعون أنْ يَقْضُوا عَلَى هَذَا، لَيْسَ من الدولِ الكافرةِ، بل حَتَّى من الدولِ المسلِمة العربيَّة، وصاروا يَقُولُونَ: إن هذه دعوة رجعيَّة .. إلَى آخره.
فالحاصل: أننا الْآنَ إذا أردنا أن نرجعَ إلَى العزَّة والكرامة والنصر فلا يَكُون ذلك إلَّا بالإيمانِ.
وقد يَقُول قائلٌ: كيف نَنتصر بالإيمانِ وحدهُ على من لديهم أسلحة فتّاكة متطورة لم نَصل بعدُ إلى امتلاكِ أمثالها؟
نقولُ إنَّ أسبابَ النَّصر هِى:
أولًا: إخلاصُ النية لله، بأنْ ننْوي بجهادِنا إعلاءَ كلِمَةِ اللهِ، وتثبيتَ شريعَتِه، وتحكيمَ كِتابه وسُنَّةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
ثانِيًا: أن نلْتَزم بالصَّبر والتَّقوى، فإنَّ اللهَ مَع الصَّابرين، وإنَّ اللهَ مع المتَّقينَ، عليْنا أنْ نصبر عَلى الجهادِ، وأنْ نتقِىَ اللهَ تَعالى بامتِثَال أوامِره واجْتناب نواهِيه، فإنَّ مخالَفة أمْر اللهِ ورسولِه مِن أسْباب الخِذْلانِ، فهؤُلاءِ صَحابَةُ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - مَع رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خالَف بعْضُهم في أمْر واحِدٍ مِن أوامِر رسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غزْوَة أُحُدٍ فكانَتِ الهزيمَةُ علَيْهم بعْدَ أنْ كانَ النَّصرُ لهم فِي أوَّل الأمْر، ولكِن بعْد ذَلك تدارَكَهُم عفْوُ اللهِ فعَفا اللهُ عنْهُم.
ثالِثًا: أنْ نعرف قدْرَ أنفُسِنا وأنَّ لا حوْلَ لَنا ولا قُوَّة إلَّا باللهِ، فلا يأخُذْنا العجبُ بقوَّتِنا وكثْرَتِنا فإنَّ الإعْجابَ بالنَّفْس والاعتِزاز بها مِن دُون اللهِ سبَبٌ للخِذْلان، ولقَد أُعْجِب الصَّحابَة بكَثْرتهم في يَوْم حُنَيْنٍ فلَمْ تُغْن عنْهُم شيْئًا ثُمَّ ولَّوْا مُدبِرينَ،