قَالَ المُفَسِّر: [{وَوَقَعَ الْقَوْلُ} حقَّ العذابُ {عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا} أي أَشْرَكُوا {فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ} إذ لا حُجَّةَ لهم، .
{وَوَقَعَ الْقَوْلُ} يعني قولَ اللهِ بالعذابِ، فإنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى يأمرُ بِتَعْذِيبِهِمْ إذا لم يُجِيبُوا، وهَذَا السؤال كما تقدَّم لَيْسَ سؤال استخبار واستعلام، ولكِنه سؤال توبيخٍ وتقريعٍ، فحينئذٍ يقعُ عليهم القَوْلُ، وهَذَا القَوْل الَّذِي وقعَ عليهم لم يُظْلَموا به ولكِنْ همُ الَّذِينَ ظَلَموا، ولهَذَا قَالَ:{بِمَا ظَلَمُواْ} أي: بسبب، و (ما) هنا مصدريَّة يَعْنِي أنَّ الفِعْل بعدها يحول إِلَى مصدرٍ، فيَكُون التَّقْدير: بِظُلْمِهِم؛ أي وقع القَوْل عليهم بظلمهم.
وقول المُفَسِّر:[أي أشركوا]، ينبغي أنْ نفسِّر الظلمَ بما هُوَ أعمُّ مِنَ الشركِ؛ لِأَنَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وَبَّخَهُمْ عَلَى التكذيبِ وعلى العَمَلِ المنحرِفِ، فيَكُون الظلمُ الَّذِي حصلَ منهم: التكذيب والجحْد الَّذِي يَتَضَمَّن الإشراكَ، وكذلك الفُسُوق والعِصيان الَّذِي حصلَ منهم كإيذاءِ الرُّسُلِ وغير ذلك، فالأصحُّ أنْ نجعلَ {بِمَا ظَلَمُواْ} أي: بسببِ ظُلْمِهِم، ومنه الشركُ.