الْفَائِدَة الأُولَى: أن هَؤُلَاءِ المكذِّبين بيوم القيامةِ عَلَى مراتبَ.
وقد رأيتُ كلامًا للزَّمَخْشَرِيِّ جَيِّدًا فِي هَذِهِ الآيَاتِ (١)، ففي قوله:{بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ} ذكر أن المَعْنى أَنَّهُ بلغ عِلمهم بالآخِرَةِ غايتَه وأُعلموا بها ولم يَنتفعوا، وذكر أن {ادَّارَكَ} من (الدَّرَك) وَهُوَ الهلاك، يعني أَنَّهُ ضَعُفَ عِلْمُهم فِي الآخِرَةِ، ثُمَّ انتقل فقال:{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا}، ثُمَّ انتقل فقال:{بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ}.
فيَكُون بالإضافة إِلَى قوله:{وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} المراتب أربعة: أولًا: نفي الشعور، ثُمَّ ضعف العلم، ثُمَّ الشك، ثُمَّ العمى.