للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَسْكَنْتُك وزَوَّجْتُكَ ومَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فيعاقَب عَلَى هَذِهِ النعمةِ لِأَنَّهَا تحتاج إِلَى شكرٍ.

[من فوائد الآية الكريمة]

الْفَائِدَة الأُولَى: أنَّ المَدارَ فِي العقابِ عَلَى السيئاتِ هُوَ المجيءُ بها يوم القيامة، لا مجرَّد العَمَل، قد يعمل الْإِنْسَان السيِّئة وتُكفَّر أو يتوب مِنْهَا، ولكِنَّ العبرةَ بالمجيءِ.

الْفَائِدَة الثَّانِيَةُ: إثباتُ عذابِ النَّار، لِقَوْلِهِ: {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} والعياذ باللهِ.

الْفَائِدَة الثَّالِثَةُ: بَيَان شدَّة العقوبةِ -والعِيَاذُ باللهِ- لهؤُلَاءِ، حَيْثُ يُكَبُّون عَلَى وُجُوهِهِم فِي النَّارِ، والوجهُ أشرفُ الأعضاءِ، وإهانته أعظمُ من إهانةِ غيرِه، فلو أنَّ أحدًا صَفَعَكَ عَلَى خدِّك أو ضَرَبَك فِي رِجْلِك أيُّهما أشدُّ إهانةً؟

الوجهُ أشدُّ، ولهذَا كَانَ إكبابهم عَلَى وجوههم فِي النَّار -والعياذُ بالله- أشدَّ وأبلغَ فِي الإهانةِ وفي العذابِ.

الْفَائِدَة الرَّابِعَةُ: كمال عدل الله عَزَّ وجلَّ، لِقَوْلِهِ: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ويعني ما ظَلَمْنَاكم، بل أنتم الَّذِينَ ظلمتُم أنفسَكم، فعَمِلْتُم ما استحققتم به هَذَا العذابَ.

الْفَائِدَة الخَامِسَةُ: أن عذابَ أهلِ النَّارِ -والعياذُ باللهِ- عذابٌ نفسيّ وبدنيّ، بَدَنِيّ حَيْثُ تُكَبّ وُجوهُهم فِي النَّارِ، نَفْسِيّ حَيْثُ يُوَبَّخُون ويُقْرَعُون {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

فما ظنُّك بِمَن يُقَال له مثل هَذَا؟ ! تجده يَمتلِئ خَجَلًا، ويمتلئ أيضًا ندمًا،

<<  <   >  >>