قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ} مَدِينة ثَمُود {تِسْعَةُ رَهْطٍ} أي: رِجال]، المُفَسِّر قَالَ: أيْ رجال، والرهطُ صحيحٌ هم الرِّجال، لكِنهم قَالُوا: إن الرهطَ ما بينَ الثلاثةِ إِلَى العشَرةِ، وبعضهم قَالَ: ما بينَ السبعةِ إِلَى العشَرةِ، فعلى هَذَا {تِسْعَةُ رَهْطٍ} يَكُون تسعة فِي تسعة؛ بواحد وثمانين، والمُفَسِّر فَسَّر رَحِمَهُ اللَّهُ الرهطَ بالرِّجال لا بمعناها الخاصّ؛ لأجل أن تستقيمَ الإضافةُ؛ إذِ الشَّيْء لا يُضاف إِلَى نفسه إِلَا عَلَى تأويلٍ.
وقال بعضهم: إنَّهُ لا حاجة إِلَى هَذَا التأويل؛ لِأَنَّ الإضافةَ هنا بَيَانيَّة، أي أنَّ {رَهْطٍ} تفسير لـ (تسعة)، كأنه قَالَ:(تِسعةٌ رَهْطٌ).
والمَعْنى عَلَى كُلّ حال: هُوَ أن هَذِهِ المَدينَة - مدينة صالح أو مدينة ثمود - كَانَ فيها رجال تسعة، والتسعة هَذِهِ كانت مجالًا للتفاؤلِ والتشاؤم، فالبعض يتشاءم من العددِ تسعة، يَقُول: لِأَنَّ تسعة جاءت بالإفسادِ فِي الْأَرْض {تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}، والبعض يتفاءل بها، والرافضة يتشاءمون بالعشرةِ ويتفاءلون بالتسعةِ، معَ أنَّ المُبَشَّرِينَ بالجنَّة عَشَرة، لكِن هم يُخْرِجُون عليَّ بنَ أبي طالبٍ منهم، فهم