قَالَ المُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ:{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} أي: أن يسجدوا له، فزِيدَتْ (لا) وأدغم فيها نون (أن)؛ كما فِي قوله تَعَالَى:{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩]، والجملة فِي محل مَفْعُول {يَهْتَدُونَ} بإسقاط إلى]، لِأَنَّ معنى قوله:{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩]؛ لِأَن يعلم أهل الكتاب، فزيدتِ اللامُ توكيداً، فالمُفَسِّر رَحَمَهُ اللَّهُ يرى أن قوله:{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} مثل الآيَة الَّتِي ذكرها شاهداً لها من حيثُ زيادة (لا)، وَيرَى آخرونَ من المفسرين خلاف ما رآه المُفَسِّر وَيقُولُونَ: إن الجملة انتهت بِقَوْلِهِ: {فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}[النمل: ٢٤]، وإن قوله:{أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} بمعنى: هلا يسجدوا، وَأَنَّهُ للتحضيضِ، ولكِن هَذَا التَّقْدير فِيهِ إشكال أيضاً، وَهُوَ حذف النون من الأفعال الخمسة بدون ناصب ولا جازم؛ لِأَنَّ {أَلَّا} لا تنصب ولا تجزم، وإذا قُلْنَا: إن {أَلَّا} للتحضيض وهي لا تنصب ولا تَجْزِم، ونظرنا إِلَى {يَسْجُدُوا} وجدنا أن فيها حذف النون نصبًا أو جزماً، وهنا لَيْسَ ناصبٌ ولا جازمٌ، فَهُوَ محل إشكال.
ولكِنَّ الجوابَ عن هَذَا قد يَكُون سهلًا؛ لِأَنَّ حذف نون الأفعال الخمسة