وإنما هُوَ لإنشاءِ الذمِّ، مثل:(حَسُنَ) فِي بعضِ الأحيانِ: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩]، فهَذَا فعل لإنشاء المدح، و (ساء مطر المنذَرين) هَذَا أيضًا فعل لإنشاءِ الذمِّ.
لَوْ قَالَ قَائِلٌ: كيف الجمع بين قوله: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}[الحجر: ٧٣]، وقوله فِي سورة هود:{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ}[هود: ٨١]، وقوله:{دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ}[الحجر: ٦٦]، مَعَ أن الصُّبح طلوعُ الفجرِ كما ذكر ابنُ القَيِّم، والإشراق بَعْد طلوع الشَّمْسِ؟
فالجواب: الصبحُ يشملُ من طلوعِ الفجرِ إِلَى الزوالِ، فيُسمَّى ضحًى ويسمى صُبْحًا، وقوله:{مُصْبِحِينَ} أي: العذاب بدأ فِي زمن الإصباح، واستمرَّ العذاب إِلَى الإشراقِ.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَة الأُولَى: أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى يُعَذِّب كُلّ إِنْسَانٍ بذنبِه، كما قَالَ الله تَعَالَى:{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}[العنكبوت: ٤٠]، فمنهم مَن فعلنا به كذا ومنهم مَن فعلنا به كذا، فهنا يَقُول:{وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا}، ووجه مناسبة العقوبة للجريمةِ أن هَذَا المطرَ