فالَّذِينَ يَعصون الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى معناه أَنَّهُم استعجلوا عذابهم، حَيْثُ إِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأن المَعاصِيَ سببٌ للعقوبةِ والعذابِ، فإذا صار الْإِنْسَان يمارس هَذِهِ المَعاصِيَ فَإِنَّهُ يَقُول بلسانِ حالِه: أين العذابُ، لِأَنَّ الله تَعَالَى رتَّب العذاب عليها، ففاعلها يَقُول: هاتِ؛ لِأَنَّ فاعل السَّبَب يُريد وقوع المسبَّب.
وَعَلَى هَذَا فإذا رأيت الأمَّةَ عَلَى معصيةِ الله وإن لم تقلْ: أين عذاب الله وأين ما وعدتم به؟ فإنها فِي الحقيقة تَستعجلُ عذابَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، فالاستعجال يَكُون بقال الْإِنْسَانِ وحالِه.
الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ: نُصْح الرُّسُلِ لِأُمَمِهم؛ لِأَنَّ إنكار صالحٍ عَلَى قومِه لأنه يريد منهم أن يَستقيموا عَلَى أمرِ اللهِ، ولهَذَا قَالَ:{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الاستغفارَ سببٌ لرفع العقوبةِ؛ لِقَوْلِهِ:{لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} وَهُوَ كذلك، فإن الاستغفار سببٌ لرفعِ العقوبةِ.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن الاستغفار سببٌ لِجَلْبِ الرَّحْمَةِ، وَهُوَ أمر فوقَ دَفْعِ العقوبة؛ لِقَوْلِهِ:{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وقد قَالَ نوحٌ لِقَوْمِهِ: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ