قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَإِنَّهُ} أي: الْقُرْآن [{لَهُدًى} من الضلالة {وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} من العذاب].
قوله:{وَإِنَّهُ لَهُدًى} هَذِهِ الجملةُ مؤكَّدة بـ (إن) و (اللام). والهدى معناه الدلالةُ، فإن الْقُرْآن هدًى، يعني دلالةً، ولكِنه لا يَنتفعُ به إِلَّا المؤمنونَ؛ كما قيَّده به فِي قوله:{لِلْمُؤْمِنِينَ}.
وقوله:{وَرَحْمَةٌ} أي: سببٌ للرحمةِ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَان إذا اهتدى به نالَ رحمةَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيَكُون رحمة لكِن للمُؤْمِنيِنَ، والتقييد بالمُؤْمِنيِنَ لِأَنَّهُم المنتفِعون به. وقد ذكرَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ هدًى للعالمَينَ، وَأَنَّهُ هدى للمُؤْمِنيِنَ وللمتَّقين، والجمعُ بينهما أَنَّهُ فِي حالةِ العمومِ معناه: دالٌّ وموضعُ دلالةٍ، وِفي حالة التقييدِ: أَنَّهُ ما انتفعَ به وَوُفِّقَ للاهتداءِ به إِلَّا مَن قُيِّدَ به.
وله هَذِهِ الآيَة من المطلَقِ أو مِن المقيّد؟ من المقيّد بالمُؤْمِنيِنَ.
إذًا (هُدًى) هَذَا العلم و (الرَّحْمَة) العَمَل والتَّوفيق؛ لِأَنَّهُ سبب الرَّحْمَة.