هل المُراد بالنظر هنا الانتظار أو المُرادُ التفكيرُ فِي الأَمْر؟
المُراد التفكير فِي الأَمْرِ، يَعْنِي: فَكِّري فِي أَمْرِكِ: {مَاذَا تَأْمُرِينَ} فتكون (ما) هنا اسْتِفْهاميَّة مُعَلِّقَةً عن عملِ الفِعْل؛ لِأَنَّهُ إذا كانت الجملةُ اسْتِفْهاميَّة فإن الفِعْل وإن كَانَ ينصب مَفْعُولًا أو مَفْعُولينِ يَكُون مُعَلَّقًا عن العَمَلِ، وتكون الجملة فِي محلّ نصبٍ.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفَائِدَة الْأُوْلَى: مكانة المَرْأَةِ من قومها؛ لِأَنَّهَا بَعْد أن استشارتهم وأَبْدَوْا رأيَهم تَأَدَّبُوا معها وقَالُوا:{وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}.
الفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أَنَّهُ إذا قَدَّمَ المستشارُ مَشُورَتَه لإِنْسَانٍ أكبرَ منه قَدْرًا أو فهمًا أو عِلمًا أنَّ له أن يَقُول مثل هَذَا تأدُّباً، وصاحبه بالخيارِ؛ إن شاء أخذَ بمشورتهِ وإنْ شاء لم يأخُذْ.