فالجمع بين الهدايةِ المثبَتة للرَّسُول - صلى الله عليه وسلم - والمنفيَّة عنه أن نَقُولَ: ما أثبِت للرَّسُول فَهُوَ هدايةُ العلمِ والبَيَان، وما نُفِيَ عنه فَهُوَ هدايةُ التَّوفيقِ والعَمَلِ، فلا يستطيع هَذَا أبدًا.
الْفَائِدَة التَّاسِعَةُ: أنَّ هَؤُلَاءِ الجماعة الَّذِينَ أَعرضوا عنِ الحَقّ قد أُقفلتْ عليهم طرقُ الخيرِ، فهم موتى القلوبِ، لم يَنتفعوا بقلوبهم، صُمُّ الآذانِ لم ينتفعوا بآذَانِهِم، عُمي العيونِ لم يَنتفعوا بعيونهم، والآياتُ إِمَّا عقليَّة أو مسموعة أو مرئيَّة، فالعقلية مَحَلّها القلبُ، وقد انتفى عنهم الانتفاعُ بها فِي قوله:{إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، والمشهودةُ بالعينِ وقد انتفى عنهم الانتفاعُ بها فِي قوله:{وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ}، والمسموعةُ بالآذانِ انتفى عنهم الانتفاعُ بها فِي قوله:{وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ}، فجميعُ الطرقِ الَّتِي تَحْصُلُ بها الهدايةُ فِي هَؤُلَاءِ كلها - والعياذُ باللهِ - مسدودةٌ مُغْلَقة.