إِذَنْ: فاللهُ تَعَالَى مُتْقِن لكلِّ ما صنعَ ولكلِّ ما شرعَ.
ويُستنتَج من هَذِهِ الفائدةِ: إثباتُ الحِكْمَةِ للهِ عَزَّ وجلَّ؛ لِأَنَّهُ لا إتقانَ إِلَّا بحِكمةٍ، فلا يمكن أنْ يُتقَنَ الشَّيْء إِلا بعلمٍ منَ المُتقِن كيف يُتْقِنه، والثاني: بحكمةٍ؛ بحيث يُنْزِل كُلّ شيءٍ منزلتَه، وإلا لفاتَ الإتقانُ، فلا يُتْقِنُ الشَّيْءَ مَن لا يَعْلَمُ كيف يتقنه، فهَذَا لَيْسَ بِمُمْكِنٍ.
ولا يُتْقِنُه وَهُوَ يعلمُ كيف يُتْقِنُه ولكِنه سَفِيهٌ لا يُحْسِن أنْ يَتَصَرَّف. أيضًا لا يحصُل الإتقانُ، فلا إتقانَ إلا بعلمٍ وحكمةٍ، فمِن إتقانِ اللهِ نَستنتجُ هَذِهِ الفائدةَ: وهي إثباتُ الحِكْمَةِ والعلمِ له سُبحَانَهُ وَتَعَالى ضرورةَ أنه لا إتقانَ إِلَّا بعلمٍ وحكمةٍ.
الْفَائِدَة السَّابِعَةُ: قطعُ اعتراضِ كُلّ مُعترِضٍ عَلَى ما يَحْدُث فِي الكونِ من تدبيراتٍ أو تشريعاتٍ، ووجهُ ذلك: أنَّ اللهَ أَتْقَنَه، والله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أعلمُ وأحكمُ من عبادهِ، فأنت متى عَلِمْتَ هَذَا الشَّيْء انقطعَ عنك كُلّ اعتراضٍ، سواءٌ سمِعْتَه من غيرِكَ أو أَوْرَدْتَهُ عَلَى نفسِك.
والْإِنْسَان يَعْرِضُ له أحيانًا شُبُهات يُلْقِيها الشيطانُ فِي قلبه؛ كيف كَانَ كذا؟ لم كَانَ كذا؟ ومَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
فنَقُول: متى آمنتَ بأنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى قد أتقنَ كُلّ شيءٍ انقطعَ عنك هَذا الاعتراضُ، وأمكنَكَ أن تقطعَ به اعتراضَ غيرِكَ أيضًا. فلو فَرَضْنا أن المطرَ جاءَ فِي غيرِ وَقته وأفسدَ الثِّمار؛ إذا علِمنا أن الله أتقنَ كُلّ شيءٍ وأن هَذَا المطرَ من فِعْلِه ومن صُنْعه، لا يُمْكِنُنا أنْ نَعْتَرِضَ؛ لأنَّنا نعلمُ أَنَّهُ نتيجةُ إتقانٍ مَبْنِيّ عَلَى علمٍ وحكمةٍ، تَتَقَاصَر علومنا وحِكْمَاتُنَا عن إدراكِه. وهَذَا أمرٌ يُفيدُ الْإِنْسَانَ فِي أَشْيَاءَ كثيرةٍ؛ فِي