وكذلك أيضًا اختلافهم فِي السَّبْت وغير ذلك مِمَّا قصَّ اللهُ علينا فِي الْقُرْآن، فالْقُرْآن قصَّ أكثر الَّذِي هم فِيهِ يختلفونَ، وَأَمَّا ما لا فائدة من قَصِّهِ فتركه.
قوله:{يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} يَقُصُّ لأجلِ أنْ يُصَدِّقُوا بالْقُرْآن؛ لِأَنَّهُ إذا جاء هَذَا الْقُرْآن قاصًّا عليهم ما سبقَ ممّا فعلوه، والنَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قد عُلِم بأنه ما درسَ التوراةَ ولا درسَ عَلَى اليهودِ؛ عُلِمَ أن ما جاء به فَهُوَ حقّ، وهَذهِ هِيَ الحِكْمَةُ من كونه يَقُول:{يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} مَعَ أن هَذَا القَصَصَ لبني إسرائيل ولغيرهم، لكِنَّ بني إسرائيلَ عندهم من علمِ الكتابِ ما لَيْسَ عند العربِ، فإذا نزل هَذَا الْقُرْآن حاكمًا بينهم ويقصّ عليهم ما كانوا يختلفون فيه، دلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهُ حقّ، فلهَذَا بُيِّنَ لهم لإقامة الحجّة عليهم، واللهُ أَعْلَمُ.