قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من الملائكة]، الَّتِي فِي السَّماوَات [والنَّاسِ]، الَّذِينَ فِي الْأَرْض، وكذلك الجن {الْغَيْبَ} مَفْعُول (يَعْلَم)، و (مَن) فاعل (يَعْلَم)، و (الغيبَ) مَفْعُول، [أي: ما غاب عنهم]، فيَكُون الغيب عَلَى تقدير المُفَسِّر مصدرًا بمعنى اسْم الفاعلِ؛ لِأَنَّهُ قَالَ:[أي ما غاب]، و (غابَ) فِعل ماضٍ له فاعلٌ. والمصدر يأتي بمعنى اسمِ الفاعلِ كما تقول: رجلٌ عَدْلٌ بمعنى عادل، وله أمثلة، كما أن المصدر يأتي بمعنى اسمِ المَفْعُول كثيرًا.
قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{إِلَّا} لكِن {اللَّهُ} يَعْلَمُه]، جعل (إلا) بمعنى (لكِن) فيَكُون الاستثناءُ منقطِعًا عَلَى رأيِهِ.
ثُمَّ قدَّر المُفَسِّر (يَعْلَمُه) ليَكُونَ إعرابُ {اللَّهُ} مبتدأً و (يعلمه) خبره، وهَذِهِ الآيَة تحتاج إِلَى مناقشةٍ:
لِأَنَّهُ يَرَى أن الله تَعَالَى لا مكانَ له، فقوله:{مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ}، {فِي السَّمَاوَاتِ} هَذِهِ متعلقة بمحذوف تقديره: (استقرّ)، كما هُوَ معروف أن صلة الموصول تُقَدَّر