للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتصلة معناها: أن تكون بينَ متعادلينِ، وَأَمَّا المنقطِعة فتكون بين متباينينِ، هَذَا الفرق؛ فالمنقطعة يَكُون الثاني منقطعًا عن الأولِ، فإذا صارتْ بينَ المتعادلينِ فإنها تُسَمَّى مُتَّصِلَةً، وأيضًا فرق آخرُ لفظيٌّ: أنَّ المتصِلة يَسْبِقُها همزةُ الاسْتِفْهامِ: أَزيدٌ قائم أمْ عمرٌو، فيذكر فيها المعادل، وتَسْبِقها الهمزةُ تحقيقًا أو تقديرًا.

وَأَمَّا المنقطعة فلا تُذْكَر بين متعادلينِ، ولا يَكُون قبلها همزةٌ، فقوله: {آللَّهُ خَيْرٌ} هَذِهِ قبلها الهمزة وهي أيضًا بين متعادلين {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ}.

ثم قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: ["أَمَّا تُشْرِكُونَ" بالتاءِ والياءِ]، يعني (أمَّا تشركون) أو {أَمَّا يُشْرِكُونَ} (١) [أي أهل مكَّة به الآلهة خَيْر لِعَابِدِيها {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ}، قدَّر المُفَسِّر: الآلهة خير لِعَابِدِيها.

[من فوائد الآية الكريمة]

الْفَائِدَة الأُولَى: وجوب حَمْدِ اللهِ؛ لِقَوْلِهِ: {قُلِ} والأَصْلُ فِي الأَمْرِ الوجوبُ، والله تَعَالَى يُحْمَد عَلَى كمال صفاتهِ وأفعالهِ، وهنا الحمدُ {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} عَلَى الأَمْرين جميعًا، لَيْسَ عَلَى أفعالِهِ فقطْ، ومن جملة ما يُحمد عليه أنَّهُ أهلك هَؤُلَاءِ المنذَرين الَّذِينَ كذَّبوا الرَّسُول، ولهَذَا تخصيص المُفَسّر بِقَوْلِهِ: [على هلاكِ الكفار]، تقدَّم التنبيه عليه وأن هَذَا تخصيصٌ للآيَةِ، والله تَعَالَى يَقُول: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}، فيُحمَد الله تَعَالَى عَلَى كمال صفاته وأفعاله، وحمده واجبٌ شَرعًا وعقلًا، لِأَنَّ العقلَ يَقتضي أن يُوصَفَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بالكمال.

والحمد هل هُوَ الثَّناء أو غيرُ الثَّناء؟


(١) حجة القراءات (ص: ٥٣٣).

<<  <   >  >>