من ناقتنا الفلانيّة. يَقُول الرجل: لم أجعلْ هَذِهِ الكلمة عَلَى بالي إطلاقًا. يَقُول: شرِبتُ القهوةَ وخرجتُ، وبمجرّد أن خرجتُ لم أهتدِ للطريقِ، وبدأت أبحث ولم أدرِ إِلَّا وقد رجعتُ إِلَى الخلا إِلَى آخِرِ الليلِ، ولما تعِبتُ ومَلَلْتُ وجدتُ خِبَاءً وأهله عنده، فقلت لهم: أين الطريق؟ قَالُوا: بجوارِكَ، لَيْسَ بينك وبينه إِلَّا شَيْء يسير. المهم أَنَّهُ بقِيَ إِلَى طلوعِ الشَّمْسِ، ثُمَّ لما كَانَ النَّهارُ عاد بالليلِ، ولما جاء سقط مَريضًا. والكَلام عَلَى أن هَذَا الرجل يهتدي، ومع ذلك ضلَّ الطريق، فلا تقلْ: إني والله عارِفٌ، فهداية اللهِ للطريقِ هَذِهِ من نعمةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى العبادِ، سواء فِي البرّ أو فِي البحر.