والمُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ يُنْتَقَد بأن الأَشْيَاء المهمَّة يختصرها، حَتَّى فِي بعض الأحيان يَكُون تفسيره كالرُّمُوز، ثُمَّ يأتي بهَذه الأَشْيَاء الَّتِي لَيْسَ لها أصل.
[من فوائد الآية الكريمة]
الْفَائِدَةُ الْأُوْلَى: عَظَمَة مُلْك سُلَيْمَان، وتَسخيرُ اللهِ له، ففي ذلك الوقتِ حَسَب عِلْمنا لَيْسَ هناك أفرانٌ تصهر الزجاج ليفعل به الْإِنْسَان كما يشاء، ولكِن لَا شَكَّ أن الزجاج موجود، قد يَكُون مستخرَجًا من البحرِ؛ تَستخرجه الشياطين، وقد يَكُون هناك أيضًا مصاهر وأفران حسب حالهم، ولهَذَا قَالَ الله عن الشياطين: إنهم {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ}[سبأ: ١٣]، {وَجِفَانٍ} هِيَ جمع جَفْنَةٍ، وهي الصَّحْفَة، والجوابي جمعُ جابيَةٍ، وهي البِرْكَةُ الكبيرة، {وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} يعني لا تُنْقَل لِكِبَرِها وعِظَمِها.
فالحاصل أننا نَقُول: إن هَذَا فِيهِ دليلٌ عَلَى عظمةِ مُلْك سُلَيْمَان، حَيْثُ سُخِّرَ له الجنُّ والإنسُ يَعْمَلُون له ما يشاء.
الْفَائِدَةُ الْثَّانِيَةُ: جواز اختبارِ المرءِ كما سبقَ، وهَذِهِ القصةُ فيها عدةُ اختباراتٍ؛ لِقَوْلِهِ:{ادْخُلِي الصَّرْحَ} ليَرَى هل تهابُ فلا تدخُل، أو تغامر فتدخل بدون تحرُّز،