ثم إن الرياحَ بالنِّسْبَة للفُلْك ليست من مصلحةِ أهله؛ لِأَنَّ الرياح إذا اختلفتْ عَلَى الفُلْك لا يمشي، لا سيما الفلك الأوّل؛ فإن الفُلك الأول يَمْشِي بالهواءِ؛ السُّفُن الشراعيَّة، فإذا اختلفتْ عليه الأهويةُ تَعَوَّق، ولكِن إذا كانت رِيحًا واحدةً صار ذلك أحسنَ، ولهَذَا قَالَ:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}[يونس: ٢٢].