قال عروة: أخبرت أنه كان يتحدث به عنده، فيقره، ويسمعه، ويستوشيه إلى أن قالت: فدعا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بريرة، فقال:(أي بريرة! هل رأيت من شيء يريبك)؟ قالت: والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا أغصه أكثر من أنها جارية حديثة السن، تنام عن عجين أهلها، فتأتى الداجن فتأكله، وقصت القصة إلى أن قالت: فأخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما كان يأخذه من البرحاء، حتى إنه ليتحدر منه من العرق مثل الجمان في يوم شات من ثقل القول الذي أنزل عليه. قالت: فسري عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم وهو يضحك. قالت: وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سأل زينب بنت جحش عن أمري، فقالت: يا رسول الله: أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت إلا خيرا. قالت: وهي التي تساميني من أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، فعصهما الله بالورع.
قالت: فطفقت أختها حمنة، تحارب لها، فهلكت فيمن هلك.