للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قوله: "فكنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها"، هذه أمثال ضربها. والمعنى -والله أعلم- توفيقه للأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها، فيحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من إصغاء إلى اللهو بسمعه ونظر إلى ما نهى عنه ببصره وبطش إلى مالا يحل له بيده، وسعى في الباطل برجله وقد يكون معناه سرعة إجابة الدعاء والإنجاح في الطلبة وذلك؟ أن مساعي الإنسان إنما تكون بهذه الجوارح الأربع.

وقوله: ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، فإنه أيضا مثل، والتردد في صفة الله عز وجل غير حائز والبداء عليه في الأمور غير سائغ وتأويله على وجهين:

أحدهما: أن العبد قد يشرف في أيام عمره (على المهالك) مرات ذوات عدد من داء يصيبه وآفة تنزل به، فيدعو الله فيشفيه منا ويدفع مكروهها عنه، فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد امرا، ثم يبدو له في ذل ويتركه ويعرض عنه ولا بد له من لقائه إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>