والوجه الآخر: أن اقترابَ الزمان انتهاء أمده إذا دنا قيام الساعة.
وأما قوله: رؤيا المؤمن جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة, فقد كان بعض أهل العلم يقول في تأويله قولًا لا يكاد يتحقق من طريق البُرهان. قال: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثد بقي مُنذُ أول ما بدئ بالوحي إلى أن تُوفِّي ثلاثًا وعشرين سنة, أقام منها بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر سنين, وكان يُوحى إليه في منامه في أول الأمر بمكة ستةُ أشهر وهي نصف سنة, فصارت هذه المُدَّة جزءًا من ستة وأربعين جزءًا من أجزاء مُدَّة زمان النبوة.
قلت: وهذا وإن كان وجهًا قد تحتمله قِسمة الحساب والعدد, فإن أول ما يجب فيه أن يَثْبت ما قاله من ذلك خبرًا وروايةً, ولم نسمع فيه خبَرًا, ولا ذكر قائل هذه المقالة فيما بلغني عنه في ذلك أثرًا, فهو كأنه ظنٌ وحُسبان, والظن لا يغني من الحق شيئًا.
ولئن كانت هذه المدة محسوبة من أجزاء النبوة على اذُهب إليه من هذه القسمة, لقد كان يجب أن تُلحق بها سائر الأوقات التي كان يُوحى إليه في منامه في تضاعيف أيام حياته, وأن تُلتَقط فتُلفَّق وتُزاد في أصل الحساب, وإذا صِرنا إلى هذه القضية بطلت هذه القسمة وسقط هذا الحساب من أصله. وقد ثبث عن رسول الله