الأولُ الذي أتيتَ عليه يُثلَغ رأسه بالحجر، فإنه الرجلُ يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة. وأما الرجلُ الذي أتيتَ عليه، يُشرشَرُ شِدقُهُ إلى قفاه، ومنخَرُه إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجلُ يغدو من بيته، فيكذب الكِذبَةَ تبلغُ الآفاق. وأما الرجالُ والنساءُ العراةُ الذين في مثل بناءِ التنور، فإنهم الزُّناة والزواني. وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يَسبح في النهر ويُلقم الحجارة، فإنه آكِلُ الرِّبا. وأما الرجلُ الكريه المرآةِ، الذي عند النار يحشُّها ويسعى حولها، فإنه مالكٌ خازن جهنم. وأما الرجلُ الطويلُ الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدانُ الذين حَوله فكلُّ مولودٍ ماتَ على الفطرة. قال: فقال بعضُ المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله: وأولاد المشركين. وأما القوم الذين كانوا شَطرٌ منهم حسنٌ وشطرٌ قبيحٌ، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحا وآخرَ سيئا، تجاوز الله عنهم.
قوله: فيَثْلَغْ رأسه, يعني أنه يَشْدَخُه. يُقال: ثَلَغْتُ رأسه أثلَغه ثلْغًا إذا شَدَخْته.
وقوله: فيتدهدأ الحَجَر, يعني يَتَدَحْرَج. يقال: تدَهْدَأ الشيء إذا تدَحْرج ودهدأته إذا دحرجته.
قوله: فيُشرشر شدقه إلى قفاه, يعني يشقِّقه ويُقطِّعه.
وقوله: ضوضؤا, يعني ضجُّوا وصاحوا. والضوضاء: الضجيج والصوت.