سرعان الناس: هم الذين يقبلون في الأمر بسرعة، وإنما أراد به عوام الناس الذين يسرعون الانصراف عن الصلاة ولا يلبثون قعودا للذكر بعدها.
وفي الحديث دليل على أن من قال ناسيا: لم أفعل كذا وكان قد فعله أنه غيرُ كاذب، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أنس ولم تقصر يتضمن أمرين: أحدهما حكم في الدين، وهو قوله: لم تقصر، عصمة الله عز وجل من الغلط فيه لئلا يعرض في أمر الدين إشكال.
والآخر: حكاية عن فعل نفسه، وقد جرى الخطأ فيه، إذ كان صلى الله عليه وسلم غير معصوم عما يُدفع إليه البشرُ من الخطأ والنسيان، وفي حكم الدين أن الإثم موضوع عن الناس، وتلافي الأمر في المنسي سهلٌ غير متعذر ولا فائت.
وفيه من الفقه أن من تكلم ناسيا في صلاته لم تفسد صلاته، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الصلاة أنما جرى منه وعنده في نفسه أنه قد أكمل صلاته، فتكلم على أنه خارج من