أي أعلم ما تعلمين. ومن الواجب في هذا الباب أن نعلم أن مثل هذه الألفاظ التي تستبشعها النفوس إنما خرجت على سعة مجال كلام العرب ومصارف لغاتها، وأن مذهب كثير من الصحابة وأكثر الرواة من أهل النقل الاجتهاد في أداء المعنى دون مراعاة أعيان الألفاظ وكل منهم يرويه على حسب معرفته ومقدار فهمه، وعادة البيان من لغته، وعلى أهل العلم أن يلزموا حسن الظن بهم، وأن يحسنوا التأتي لمعرفة معاني ما رووه، وأن ينزلوا كل شيء منه منزلة مثله فيما تقتضيه أحكام أصول الدين ومعانيها، على أنك لا تجد بحمد الله ومنه شيئا صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وله تأويل يحتمله وجه الكلام، ومعنى لا يستحيل في عقل أو معرفة.
أخبرنا ابن الأعرابي قال: حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا مسعر، عن