الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس، ونهاهم عن أربع: عن الحنتم، والدبا [الدباء] والنقير، والمزفت، وربما قال: المقير. وقال: احفظوهن وأخبروا بهن من وراءكم.
الخزايا: جمع الخزيان، وهو الذي أصابه خزي وعار، وذل وانكسر من أجله يقال منه: خزي الرجل خزيا فهو خزيان، ويجمع على الخزايا، كما قيل: سكران وسكارى. ويقال: خزي الرجل: إذا استحيا. والمصدر منه الخزاية، والمعنى أنهم دخلوا في الإسلام طوعا، فلم يصبهم مكروه من حرب أو سبي، يخزيهم ويفضحهم.
وقوله:(ولا ندامى)، يريد الندامة، وكان حقه [حق] القياس أن يقال: ولا نادمين، جمع نادم، لأن الندامى إنما هو جمع الندمان إلا أنه أتبعه الكلام الأول وهو قوله: خزايا، أخرجه على وزنه، كما قالوا: إنه ليأتينا بالغدايا والعشايا، يريد جمع غداة، وهي تجمع على الغدوات، ولكنه لما قرنه بالعشايا أخرجه على وزنها، ومثل هذا في كلامهم موجود.
وقولهم:(مرنا بأمر فصل)، أي بين واضح ينفصل به المراد، ولا يشكل فيه المعنى.
وقوله: ونهى عن الحنتم، فإنه يريد به الانتباذ في الحنتم، والحناتم: الجرار.