للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ الحَضْرَمِيِّ (١) قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، ألا لا غُرْبةَ على مؤمنٍ، ما مات مؤمن في غُرْبةِ غابت عنه فيها بَواكِيهِ إلّا بكت عليه السماء والأرض"، ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ}، ثم قال: "إنهما لا تبكيان على الكافر" (٢).

وفي الخَبَرِ: أن الشمس بَكَتْ على يَحْيَى عليه السّلام أربعين صباحًا، وكان بكاؤها أنْ طَلَعَتْ حَمْراءَ وغَرَبَتْ حَمْراءَ (٣)، ويُرْوَى أن يَحْيَى عليه السّلام سَيِّدُ الشهداءِ يومَ القيامة، وقائدُهم إلى الجنة.

قوله تعالى: {أَنَّ هَؤُلَاءِ} يعني: كفار مكة {لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) يعني: بِمَبْعُوثِينَ بعد الموت، ورفع {مَوْتَتُنَا} على خبر {إنْ} (٤)؛ لأن {إنْ} بمعنى "ما"، والتقدير: ما هي إلا موتتنا الأولى {فَأْتُوا


= الأوسط ٦/ ٢٩٦، وينظر: الكشف والبيان ٨/ ٣٥٣، الوسيط ٤/ ٩٠، مجمع الزوائد ٧/ ١٠٥ كتاب التفسير: سورة الدخان.
(١) شُرَيْحُ بن عُبَيْدِ بن شُرَيْحِ بن عَبْدِ بن عَرِيبٍ الحَضْرَمِيُّ، أبو الطيب المِقْرائِيُّ الحِمْصِيُّ، تابعيٌّ شاميٌّ ثقة، روى عن أبِي الدرداء وأبِي أمامة وثوبان، توفِّي سنة (١٠٨ هـ). [التاريخ الكبير ٤/ ٢٣٠، تهذيب الكمال ١٢/ ٤٤٦].
(٢) ينظر: جامع البيان ٢٥/ ١٦٢، شفاء الصدور ورقة ٤/ ب، الكشف والبيان ٨/ ٣٥٣، عين المعانِي ورقة ١٢١/ أ، تفسير القرطبي ١٦/ ١٤٠، ١٤١، الدر المنثور ٦/ ٣٠.
(٣) ينظر: مجمع البيان ٩/ ١٠٩، تفسير القرطبي ١٠/ ٢٢٠.
(٤) في الأصل "على خبر ما". وما قاله المؤلف هنا غير صحيح؛ لأن "إنْ" عَمِلَتْ، على قِلّةٍ، لشبهها بـ "لَيْسَ"، ومن شروط إعمالها عمل "لَيْسَ" ألا ينتقض نَفْيُها بـ "إلّا"، وقد انتقض النَّفْيُ هنا، فَبَطَلَ عَمَلُها، وعليه فـ {هِيَ} مبتدأ، و {إِلَّا} أداة استثناء ملغاة، و {مَوْتَتُنَا} خبر المبتدأ، ينظر في ذلك: البيان للأنباري ٢/ ٣٦٠، شرح التسهيل لابن مالك ١/ ٣٧٥، ٣٧٦، شرح الكافية للرضي ٢/ ٢٢٧، ٢٢٨، ارتشاف الضرب ص ١٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>