للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاختيار على خطاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقرأ الباقون بالياء خَبَرًا عنه (١)، وقيل: عن الكتاب، {وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} فيه وجهان من الإعراب: الرفع على العطف على الكتاب] (٢)، تقديره: وهذا كتابٌ مصدقٌ وبشرى، والثانِي: النصب على معنى: لِتُنْذِرَ الذين ظلموا وتُبَشِّرَ، كما يقال: أتَيْتُكَ لأزُورَكَ وكَرامةً لك وقَضاءً لِحَقِّكَ، بِمَعْنَى: لأزورَكَ وأكرِمَكَ وأقْضِيَ حَقَّكَ، فنصب الكرامة بفعل مضمر (٣).

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (١٣)} وقوله: {إِنَّ} الثقيلة لا يقتضي جوابها بالفاء، فجاءت هاهنا للشرط الذي في قوله: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} (٤)، ثم أخبر عن ثوابهم، ثم قال: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا} نصب على الحال {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٤)} من الصالحات، ونصب "جَزاءً" على المفعول له (٥)، وقيل (٦): على المصدر.


(١) ينظر: السبعة ص ٥٩٦، البحر المحيط ٨/ ٦٠، الإتحاف ٢/ ٤٦٩ - ٤٧٠.
(٢) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، وقد أثْبَتُّهُ من الكشف والبيان ٩/ ١٠ - ١١؛ لأن المؤلف نقل هذه الفقرة بنصها منه.
(٣) هذان الوجهان: الرفع والنصب قالهما الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٥١ - ٥٢، وقالهما الزجاج والنحاس أيضًا، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٤/ ٤٤١، إعراب القرآن ٤/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٤) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ١٦/ أ، وإنما دخلت الفاء في خبر "إنّ" لمعنى الشرط الذي في "الذينَ"، وليس للشرط الذي في قوله: {ثُمَّ اسْتَقَامُوا} كما زعم المؤلف، وذلك ما سيذكره هو في الآية ٣٤ من سورة محمد: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} وينظر: التبيان للعكبري ص ١١٥٥، الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ٢٩٣، الدر المصون ٦/ ١٣٨.
(٥) قاله الباقولِيُّ في كشف المشكلات ٢/ ٣١١، والأنباري في البيان ٢/ ٣٦٩.
(٦) قاله النحاس في إعراب القرآن ٤/ ١٦٣، والعامل في هذا المصدر فِعْلٌ مضمر؛ أي: يُجْزَوْنَ جَزاءً، أو بِما تقدم؛ لأن معنى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ}: جازيناهُمْ جَزاء، ينظر: البيان للأنباري ٢/ ٣٦٩، التبيان للعكبري ص ١١٥٥، الفريد للهمداني ٤/ ٢٩٤، الدر المصون ٦/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>