للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٣ - بِطِيزَناباذَ كَرْمٌ ما مَرَرْتُ بِهِ... إلّا تَعَجَّبْتُ مِمَّنْ يَشْرَبُ الماءَ

فهتف بِي هاتفٌ أسمع صوته، ولا أراه يقول:

٢٥٤ - وَفِي الجَحِيمِ حَمِيمٌ ما تَجَرَّعَهُ... حَلْقٌ فَأبْقَى لَهُ فِي البَطْنِ أمْعاءَ (١)

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ} يعني المنافقين {مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ}؛ أي: يستمعون إلى خطبة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم الجمعة، {حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ} يعني: من المسجد {قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} من الصحابة {مَاذَا قَالَ} محمد {آنِفًا (١٦) أي: الآنَ والساعةَ، استهزاءً وتهاونًا منهم بقوله، وهو نصب على المصدر (٢)، ومعنى الآنِفِ من الائْتِنافِ، وأصله من الأنْفِ وهو الابتداء من كل شيء، يقال: ائْتَنَفْتُ الأمْرَ؛ أي: ابْتَدَأْتُهُ (٣).


(١) البيتان من البسيط، لَمْ أقف على الأول في ديوان أبِي نواس، وأنشدهما النويري لمحمد بن مسروق البغدادي، ويروى الثانِي: "وَفِي جَهَنَّمَ مُهْلٌ. . . . حَلْقٌ فَأبْقَى".
اللغة: طِيزَناباذُ: قرية بين الكوفة والقادسية، كانت محفوفة بالشجر والحانات، وكانت أحد المواضع المقصودة لِلَّهْوِ والبطالة، ولأهل الخلاعة فيها أخبار كثيرة.
التخريج: هذه القصة والبيتان في المُحَبِّ والمَحْبُوبِ للسَّرِيِّ الرَّفّاءِ ٤/ ٣٦٦ - ٣٦٧، الوسيط ٤/ ١٢٣ - ١٢٤، معجم البلدان: طيزناباذ ٤/ ٦٢، عين المعانِي ورقة ١٢٣/ أ، نِهاية الأرب للنويري ٤/ ١٨٠، طبقات المفسرين للداودي ١/ ٣٩٥ - ٣٩٦، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥/ ٢٤٢.
(٢) {آنِفًا} منصوب على الحال من الضمير في {قَالَ}؛ أي: مُؤْتَنِفَّا، وهو قول العكبري وأبي حيان. ينظر: التبيان ص ١١٦٢، البحر المحيط ٨/ ٧٩، وقال الزمخشري: "نصب على الظرف". الكشاف ٣/ ٥٣٤، قال أبو حيان: "والصحيح أنه ليس بظرف، ولا نعلم أحدًا من النحاة عَدَّهُ في الظروف". البحر المحيط ٨/ ٧٩، وينظر، أيضًا، الدر المصون ٦/ ١٥٢.
(٣) قاله الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٠، وينظر: تهذيب اللغة ١٥/ ٤٨٣، الوسيط ٤/ ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>