للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - في قوله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (١)، قال الجِبْلي (٢): "ونظيرها في الكلام: شِبْرٌ وأَشْبارٌ، وجِلْدٌ وأَجْلادٌ، فكما أنّ الحِمارَ يحمِلُها وهو لا يَدْرِي ما فيها، ولا يَنْتَفِعُ بها، كذلك اليهودُ يقرؤون التوراةَ ولا ينتفعون بها؛ لأنهم خالَفْوا ما فيها". اهـ، وهذا أيضًا ما قاله الثَّعلبي (٣).

٢ - الوَسِيط للواحِدي: وهو من أهمِّ المصادر عندَ الجِبْلي، وهو مثلُ الكشف والبيان، تعدَّدت نُقول الجِبْلي عنه بين نَحْويّةٍ ولُغويّة وتفسيريّة، وكانت نُقولُه عن الواحِدي بطريقةٍ من اثنتَيْن أيضًا:

الأولى: النَّقل الصريح، ومن أمثلته ما يلي:

١ - في قوله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} (٤)، قال الجِبْلي (٥): "قال الواحِدي (٦): {أَنَّ} في قراءة مَن فَتَح الألفَ محمولةٌ على الجارِّ في قول الخليل وسيبوَيْه (٧)، التقدير: ولأنَ هذه أُمّتُكم أمةً واحدةً {وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}، ومن قرأ بالتخفيف، فـ {أَنْ} هي المخفَّفة من المشدَّدة، كقوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٨)، ومَن كَسَرَ مع التشديد فهو على الاستئناف".


(١) الجمعة ٥.
(٢) البستان ٣/ ٤٠٩.
(٣) في الكشف والبيان ٩/ ٣٠٧.
(٤) المؤمنون ٥٢.
(٥) البستان ١/ ٢٨٩.
(٦) الوسيط ٣/ ٢٩٢.
(٧) الكتاب ٣/ ١٢٦، ١٢٧.
(٨) يونس ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>