للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤)} رفع {أَكْثَرُهُمْ} على الخبر (١)، ويَجُوزُ النصب على البدل من {الَّذِينَ} (٢).

نزلت هذه الآية في بني تميم، قَدِمُوا على النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لِفِداءِ ذَرارِيهِمْ، فَنادَوْا: يا محمدُ: اخْرُجْ إلينا، وقد كان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- نامَ لِلْقائِلةِ، فَتَأذَّى بأصواتهم، ولَمْ يعلموا في أيِّ حُجْرةٍ هُوَ؟ وكانوا يطوفون على حُجُراتِ أزْواجِهِ، فَوَصَفَهُم اللَّهُ بالجهل وقِلّةِ العقل (٣).

والحُجُراتُ جمع الحُجَرِ، والحُجَرُ جمع حُجْرةٍ، فهو جَمْعُ الجمعِ (٤)، وفيه لغتان: فتح الجيم، وهي قراءة أبِي جعفر (٥)، كقول الشاعر:


(١) يعني أن جملة {أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} مبتدأ وخبر، وهي في محل رفع خبر لـ "إنّ"، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٢١٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣١٥.
(٢) هذا في غير القرآن فإنه لَمْ يُقْرَأْ به، قاله النحاس ومَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٢١٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣١٦.
(٣) ينظر: شفاء الصدور ورقة ٤٠/ أ، المعجم الكبير للطبرانِيِّ ٢/ ٥، ٢١١، الكشف والبيان ٩/ ٧٦، أسباب النزول ص ٢٥٩، الوسيط ٤/ ١٥١ - ١٥٢، مجمع الزوائد ٧/ ١٠٨ كتاب التفسير: سورة الحجرات.
(٤) هذا قول الفراء وأبِي عبيد، وأجازه الزجاج، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٧٠، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣، وقول أبِي عبيد ذكره النحاس في إعراب القرآن ٤/ ٢١٠، وهذا مخالف لِمَذْهَبِ سيبويه، وهو أن الحُجُراتِ جمع حُجْرةٍ، وحُجَرٌ جمع حُجُراتٍ، قال سيبويه: "أما ما كان "فُعْلةً" فإنك إذا كَسَّرْتَهُ على بناء أدْنَى العدد، ألحقتَ التاءَ وحَرَّكْتَ العَيْنَ بضمة، وذلك قولك: رُكْبةٌ ورُكُباتٌ، وغُرْفةٌ وغُرُفاتٌ، وحُفْرةٌ وحُفُراتٌ، فإذا جاوَزْتَ بناءَ أدْنَى العدد، كَسَّرْتَهُ على "فُعَلٍ"، وذلك قولك: رُكَبٌ وغُرَفٌ وحُفَرٌ". الكتاب ٣/ ٥٧٩، وينظر: إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٢١٠.
(٥) وهي قراءة شيبة أيضًا، وقرأ الباقون بضم الجيم، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٣، تفسير القرطبي ١٦/ ٣١٠، البحر المحيط ٨/ ١٠٨، الإتحاف ٢/ ٤٨٥، ٤٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>