للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإظهار شرائعه بالأبدان، لا يكون إيمانًا دون الإخلاص الذي محله القلب، ولِما رَوَى أنَسٌ عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "الإسلامُ عَلَانِيةٌ، والإيمانُ في القلب" (١)، وأشار إلى صدره.

قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يريد: ظاهرًا وباطنًا، وسِرًّا وعَلَانِيةً {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} قرأ أبو عمرو ويعقوب: {يَأْلِتْكُمْ} (٢) بالألف، واختاره أبو حاتم اعتبارًا بقوله: "وَما ألَتْناهُمْ" (٣)، يقال: ألَتَ يَأْلِتُ ألْتًا، قال الشاعر:

٢٦٩ - أبْلِغْ بَنِي ثُعَلٍ مِنِّي مُغَلْغَلةً... جَهْدَ الرِّسالةِ لَا ألْتًا وَلَا كَذِبا (٤)

وقرأ الآخرون: {يَلِتْكُمْ} بغير ألف من: لَاتَ يَلِيتُ لَيْتًا، كقول رؤبة:

٢٧٠ - وَلَيْلةٍ ذاتِ نَدًى سَرَيْتُ


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٣/ ١٣٤، ١٣٥، وأبو يعلى الموصلي في مسنده ٥/ ٣٠١، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١/ ٥٢ كتاب الإيمان: بابٌ في الإسلام والإيمان.
(٢) وهي قراءة الحسن واليزيدي والأعرج والدُّورِيِّ أيضًا، ينظر: السبعة ص ٦٠٦، تفسير تفسير القرطبي ١٦/ ٣٤٨، البحر المحيط ٨/ ١١٦، الإتحاف ٢/ ٤٧٨.
(٣) الطور ٢١.
(٤) البيت من البسيط، للحُطَيْئةِ، ويُرْوَى:
أبلِغ سَراةَ بَني سَعدٍ مُغَلغَلةً
اللغة: المُغَلْغَلةُ: الرسالة المحمولة من بلد إلى بلد، الجَهْدُ: المبالغة والغاية.
التخريج: ديوانه ص ١٧، معاني القرآن للفراء ٣/ ٩٢، مجاز القرآن ٢/ ٢٢١، جامع البيان ٢٧/ ٣٦، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٢٠، المحتسب ٢/ ٢٩٠، الكشف والبيان ٩/ ٩٠، شمس العلوم ١/ ٣١١، عين المعانِي ورقة ١٢٥/ ب، تفسير القرطبي ١٦/ ٣٤٩، اللسان: ألت، البحر المحيط ٨/ ١٠٤، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ٥٦١، التاج: ألت.

<<  <  ج: ص:  >  >>