للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَم يَلِتْنِي عَنْ سُراها لَيْتُ (١)

وهما لغتان (٢)، ومعنى القراءتين جميعًا: لا يَنْقُصْكُمْ ولا يَظْلِمْكُمْ من ثواب أعمالكم شيئًا، إن تطيعوا اللَّه {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)}.

قوله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ} يا محمد {أَنْ أَسْلَمُوا}؛ أي: بأن أسلموا، وذلك بأنهم كانوا يأتون النَّبِيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في كل يوم، يقولون: يا محمد! إنّ لنا عليك حَقًّا أصابك، أسْلَمْنا، وأتَيْناكَ بذَرارِينا، ولَمْ نُقاتِلْكَ كما قاتلك بنو فلان، يَمُنُّونَ عليه بذلك، فقال سبحانه: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ}؛ أي:


(١) الرجز لأبِي محمد الفَقْعَسِيِّ، وليس في ديوان رؤبة، ويُرْوَى: "ذاتِ دُجًى".
اللغة: لاتَهُ عَنْ الشي يَليتُهُ وَيَلُوتُهُ لَيْتًا: صَرَفَهُ وَحَبَسَهُ، وقيل: معناه: لَمْ يَلتْني عن سُراها أن أتندَّمَ، فأقول: ليتني ما سَرَيْتُها.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٩٢، المقصور والممدود للفراء ص ٧٤، مجاز القرآن ٢/ ٢٢١، ٢٣٢، إصلاح المنطق ص ١٣٦، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٦٦، إعراب ثلاثين سورة ص ٧٤، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٢٠، الحجة للفارسي ٣/ ٤١٤، المحتسب ٢/ ٢٩٠، سر صناعة الإعراب ص ٦٣٦، مقاييس اللغة ٥/ ٢٢٣، مجمل اللغة ص ٢١٩، ٧٩٩، الكشف والبيان ٩/ ٩٠، أساس البلاغة: ليت، عين المعانِي ورقة ١٢٥/ ب، الفريد ٤/ ٣٤ القرطبي ١٠/ ٢٠٥، ١٦/ ٣٤٩، اللسان: حنن، ليت، البحر المحيط ٨/ ١٠٤، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ٥٦١، التاج: حنن، ليت.
(٢) قال الفراء: "وقد قرأ بعضهم: {لَا يَأْلِتْكُمْ}، ولستُ أشتهيها؛ لأنها بغير ألف كُتِبَتْ في المصاحف، وليس هذا بمَوْضِع يجوز فيه سقوط الهمز. . . وإنما اجترأ على قراءتها: "يَأْلِتْكُمْ" أنه وجد: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} في موضع، فأخذ ذا من ذلك، فالقرآن يأتِي باللغتين المختلفتين. . . ولَاتَ يَليتُ، وألَتَ يَأْلِتُ لغتان". معانِي القرآن ٣/ ٧٤.
وقال النحاس: "إنهما لغتان معروفتان مشهورتان، فماذا كان الأمر كذلك فاتباع السواد أولى". إعراب القرآن ٤/ ٢١٦، وينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤١٦، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٢٠، ٣٢١، معانِي القراءات ٣/ ٢٥، الحجة للفارسي ٣/ ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>