للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإسلامكم {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ} نصب على الصرف (١)، وإن شئت على نزع الصفة؛ أي: بأن هداكم {لِلْإِيَمُانِ} وفِي مصحف عبد اللَّه: "إذْ هَداكُمْ لِلإيمانِ" (٢)، {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٧)} أنكم مؤمنون.

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)} فلا يخفى عليه شيء، قرأ ابن كثير والأعمش وطلحة وعيسى بن عمر بالياء (٣)، وقرأ الباقون بالتاء، واللَّه أعلم.

* * *


(١) ربما يعني بالنصب على الصرف هنا النصبَ على المفعول من أجله، وهو أحد وجهين فِي قوله تعالى: {أَنْ هَدَاكُمْ} والوجه الثانِي ما ذكره هو من أنه منصوب على نزع الخافض، وهو قول الفراء والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٧٤، إعراب القرآن ٤/ ٢١٧، وينظر أيضًا الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ٣٤٣، البحر المحيط ٨/ ١١٧، الدر المصون ٦/ ١٧٣.
والنصب على الصرف مصطلح كوفِيٌّ يُقْصَدُ به شيء آخر غير ما ورد هنا، فإنّهُم يَعْنُونَ به الفعلَ المضارعَ الذي صُرِفَ من حال الجزم إلى حال النصب لوقوعه بعد الواو استخفافًا للنصب، وقد ذكر الجِبْليُّ هذا فِي الآية ٣٥ من سورة الشورى ٢/ ٤٤٠ وينظر: مصطلحات النحو الكوفِيِّ ص ١٠٥ - ١١٠، فقد ذكر مؤلفه أن هذا المصطلح قد يطلق عند الكوفيين على الاسم المنصوب بعد واو المعية على المفعول معه.
(٢) وهي قراءة زيد بن عَلِيٍّ أيضًا، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٤٤، تفسير القرطبي ١٦/ ٣٥٠، البحر المحيط ٨/ ١١٧.
(٣) وبها أيضًا قرأ عاصمٌ في رواية أبان عنه، وابنُ محيصن وأبو عمرو، ينظر: السبعة ص ٦٠٦، تفسير القرطبي ١٦/ ٣٥٠، البحر المحيط ٨/ ١١٧، الإتحاف ٢/ ٤٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>