للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٧٦ - فَإنْ تَزْجُرانِي يا ابْنَ عَفَّانَ أنْزَجِرْ... وَإنْ تَدَعانِي أحْمِ عِرْضًا مُمَنَّعا (١)

والخطاب لِخازِنِ النارِ على قول الفراء، والعرب تَأْمُرُ الواحِدَ والجَمْعَ كما تَأْمُرُ الاثْنَيْنِ، وذلك أن الرجل أدْنَى أعْوانِهِ فِي إبِلِهِ وغَنَمِهِ اثنان، وكذلك الرفْقةُ أدْنَى ما تكون ثلاثةً، فَجَرَى كلام الواحد على صاحبيه (٢)، وقال الزجاج (٣): هذا أمْرٌ لِلْمَلَكَيْنِ المُوَكَّلَيْنِ به، وهما السائق والشهيد.

قوله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ} هذا سؤال توبيخ لِمَنْ دخلها، وقرأ قتادة والأعرج وشيبة ونافع وأبو بكر: "يَقُولُ" بالياء (٤) على معنى: يقول اللَّه لجهنم: {هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)} تَسْتَزِيدُ رَبَّها تَعَبُّدًا منها له؛ لأنَّهُ


(١) البيت من الطويل، لسُوَيْدِ بن كُراعٍ العُكْلِيِّ يُخاطِبُ سعيد بن عثمان بن عفان وَحْدَهُ، ورواية ديوانه: "وإنْ تَتْرُكانِي"، ويروى: "أزْدَجِرْ".
التخريج: شعره ص ٦٣ ضمن (شعراء مقلون)، معانِي القرآن للفراء ٣/ ٧٨، تأويل مشكل القرآن ص ٢٩١، جمهرة اللغة ص ٨٣٩، الكشف والبيان ٩/ ١٠١، المخصص ٢/ ٥، المحرر الوجيز ٥/ ١٦٣، شمس العلوم ٩/ ٦٠٩٧، التنبيه والإيضاح ٢/ ٢٣٩، التبيان للعكبري ص ١١٦٧، عين المعانِي ورقة ١٢٦/ أ، الفريد للهمداني ٤/ ٣٥٣، تفسير القرطبي ١٧/ ١٦، شرح التسهيل لابن مالك ١/ ١١١، اللسان: جزز، الدر المصون ٦/ ١٧٨، اللباب في علوم الكتاب ١٨/ ٣٠، شرح شواهد الشافية ص ٤٨٣ - ٤٨٤ التاج: جزز.
(٢) هذا الكلام تتمةٌ لكلام الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٧٨.
(٣) معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٤٥.
(٤) وهي أيضًا قراءة الحسن والعطاردي وأبِي جعفر والأعمش، ولَمْ أقف على أنها قراءة لقتادة، وقرأ ابن مسعود والحسن والأعمش وأبانٌ عن عاصمٍ: {يَوْمَ نَقُولُ}، وقرأ الحسن أيضًا: {يَوْمَ نَقُولُ}، وقرأ الباقون وحَفْصٌ عن عاصم: {نَقُولُ}. ينظر: السبعة ص ٦٠٧، مختصر ابن خالويه ص ١٤٥، المحتسب ٢/ ٢٨٤، تفسير القرطبي ١٧/ ١٨، البحر المحيط ٨/ ١٢٦، الإتحاف ٨/ ٤٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>