للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلِتَوْحِيدِهُ في اللفظ وَحَّدَ الكبير وهو يريد الجمعَ، كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (١).

وقوله: {إِلَّا اللَّمَمَ} اختلفوا في معنى "إلّا"، فقال قوم (٢): هو استثناء صحيح، واللَّمَمُ من الكبائر والفواحش، ومعنى الآية: إلا أنْ يُلِمَّ بالفاحشة ثم يتوب فلا يعود، قال ابن عباس رضي اللَّه عنه: وكان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول (٣):

٢٩٧ - إنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمّا

وَأيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا ألَمّا (٤)

أي: وأيُّ عَبْدٍ لَكَ لَمْ يُذْنِبْ.


(١) إبراهيم ٣٤، والنحل ١٨، وهذا القول قاله الفارسي في الحجة ٤/ ٦، ٨.
(٢) يعني بالاستثناء الصحيح الاستئناءَ المتصلَ، وهذا قول الحسن والسدي والفراء، ينظر: معانِي القرآن للفر اء ٣/ ١٠٠، الكشف والبيان ٩/ ١٤٨، الوسيط للواحدي ٤/ ٢٠٢.
(٣) رواه الترمذي في سننه ٥/ ٧١ أبواب تفسير القرآن: سورة النجم، والحاكم في المستدرك ١/ ٥٤ - ٥٥، كتاب الإيمان: باب الوصية لمن أراد سَفَرًا، ٢/ ٤٦٩ كتاب التفسير: سورة النجم، ٤/ ٢٤٥ كتاب التوبة والإنابة: باب عصمة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من عمل الجاهلية قبل النبوة.
(٤) هذا الرَّجَزُ لأُمَيّةَ بن أبِي الصَّلْتِ، ونُسِبَ لأبِي خِراشٍ الهُذَلِيِّ، ويروى:
إنْ يَغْفِرِ اللَّهُ يَغْفِرْ جَمّا
اللغة: الجَمُّ: الكثير، الإلْمامُ: مُقارَبةُ الذَّنْبِ من غير وقوع فيه، وقيل: هو ما دون الكبائر من الذنوب.
التخريج: ديوان أمية بن أبِي الصلت ص ١١٤، شرح أشعار الهذليين ص ١٣٤٦، العين ٨/ ٣٢١، ٣٥٠، تأويل مشكل القرآن ص ٥٤٨، جمهرة اللغة ص ٩٢، شفاء الصدور ٧٣/ أ، تهذيب اللغة ١٥/ ٣٤٧، ٤٢٥، الصاحبي ص ٢٥٧، ديوان الأدب ٣/ ١٦٦، الكشف والبيان ٩/ ١٤٨، إصلاح الخلل ص ٩١، الاقتضاب ٣/ ٣٦٢، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ٢١٨، ٢/ ٣٢٤، ٥٣٦، الإنصاف ص ٧٦، البيان للأنباري ٢/ ٥١٤، شرح الكافية للرضي =

<<  <  ج: ص:  >  >>