للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المَنِيّةُ لأنها مُقَدَّرةٌ، وأصلها: مَنِييةٌ (١).

قوله: {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى (٤٧)} يعني الخَلْقَ الثانِيَ للبعث يوم القيامة، وقرأ أبو عمرو وابن كثير: "النَّشاءةَ" بالمد، ومثله في العنكبوت والواقعة (٢) {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨)} أغْنَى الناسَ بالأموال، وأعْطاهُم القِنْيةَ وما يَدَّخِرُونَهُ بعد الكفاية {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩)} وهو كوكب خَلْفَ الجَوْزاءِ، كانت خُزاعةُ يعبدونها من دون اللَّه، فقال تعالى: أنا رَبُّ الشِّعْرَى فاعبدوني.

{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠)} وهم قوم هُودٍ أُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ، وكان لهم عَقِبٌ، فهم عاد الأُخْرَى، وقرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب: {عَادًا لُّولَى} بتشديد اللّام من غير هَمْزٍ، غير أن قالُونَ جَعَلَ مكان الواو هَمْزةً ساكنةً، وقرأ الباقون بالتشديد مع الهمزة (٣).


= والمَنَى: القَدَرُ يُكْتَبُ بالياء؛ لأنك تقول: مَنَى يَمْنِي". المقصور والممدود ص ١٠٢، وينظر: المقصور والممدود للقالِي ص ١١٤.
(١) في الأصل: "ممنية". قال ابن الأنباري: "والأصل في المنية: مَمْنُويةٌ أي: "مَفْعُولةٌ" من القَدَر، فصُرِفَتْ عن "مفعولة" إلى "فَعِيلةٍ"، كما قالوا: مطبوخ وطبيخ، ومقتول وقتيل، فكان أصلها بعد النقل: مَنِييةٌ، فلما اجتمع ياءان، الأولَى منهما ساكنة، اندغمت في الياء التي بعدها، فصارتا ياءً مشددة". الزاهر ٢/ ٢٢٥.
(٢) العنكبوت ٢٠، والواقعة ٦٢، وينظر ما تقدم ٢/ ١٣، وما سيأتي ٣/ ٣٠٩.
(٣) قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوبُ، وقالُونُ في روايةٍ عنه، وابنُ جَمّازٍ وإسماعيلُ ابن جعفر ومحمد بن إسحاق المُسَيَّبِيُّ ووَرْشٌ والأعمشُ: "عادًا لُّولَى" بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها، وحَذْفِ الهمزة، ورَوى قالونُ عن نافع: "عادًا لُّؤْلَى" كالقراءة السابقة ولكن مع إبدال الواو همزة ساكنة، وهي أيضًا قراءة ابن ذكوان وابن سعدان والسوسي. ينظر: السبعة ص ٦١٥، تفسير القرطبي ١٧/ ١٢٠، البحر ٨/ ١٦٦، النشر ١/ ٤١٠، ٤١١، الإتحاف ٢/ ٥٠٢. =

<<  <  ج: ص:  >  >>