للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصَبْتَ عَبْدًا نائِما (١)

قوله: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)} تَخْفِضُ المُتَكَبِّرِينَ إلى النار، وتَرْفَعُ المُتَواضِعِينَ إلى الجنة، يقال: خَفَضَتْ فَأسْمَعَت القريبَ، ورَفَعَتْ فَأسْمَعَت البعيدَ، وهو رفعٌ على إضمار مبتدأ محذوف؛ أي: هي خافضة رافعة، وهذه قراءة العامة، ومَنْ قَرَأ بالنصب (٢)، وهي قراءة اليَزِيدِيِّ (٣)، فَعَلَى الحال من "الواقِعةٌ"، وفيه بُعْدٌ؛ لأن الحال في أكثر أحوالها إنما تكون لِما يُمْكِنُ أن يكون، ويُمْكِنُ ألَّا يكون، والقيامة لا شَكَّ فيها أنها تَرْفَعُ قومًا إلى الجنة، وتَخْفِضُ آخَرِينَ إلى النار، لا بُدَّ من ذلك، فلا فائدة في الحال، وقد أجازه الفراء على


(١) لَمْ أقف على قائل هذا الرجز، ويُروَى الثاني:
صادَفْتَ عَبْدًا نائِما
التخريج: الخصائص ٣/ ١٠٣، الصاحبي ص ٣٩٤، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ٢٥٢، ٢/ ١٠٥، عين المعانِي ورقة ١٣٠/ ب، تفسير القرطبي ١٧/ ١٩٥، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ٣٥٧، ارتشاف الضرب ص ١٦٠١، ١٩٥٨، المقاصد النحوية ٣/ ١٨٤، همع الهوامع ٣/ ١٤٥، خزانة الأدب ٩/ ٣١٧.
(٢) قرأ اليَزِيدِيُّ والحسنُ وعيسى بنُ عُمَرَ وأبو حَيْوةَ وأبو عُمَرَ الدُّورِيُّ وزيدُ بنُ عَلِيِّ وابنُ أبِي عَبْلةَ وابنُ مِقْسَمٍ والزعفرانِيُّ: "خافِضةً رافِعةً" بالنصب، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥١، المحتسب ٢/ ٣٠٧، تفسير القرطبي ١٧/ ١٩٦، البحر المحيط ٨/ ٢٠٣.
(٣) هو يحيى بن المبارك بن المغيرة العَدَوِيُّ بالولاء، أبو محمد اليزيدي، أحد القراء الفصحاء، عالِمٌ بلغات العرب، من أهل البصرة، سكن بغداد، واتصل بالرشيد، فَأدَّبَ ابنَهُ المأمونَ، توفِّي سنة (٢٠٢ هـ)، من كتبه: النوادر، المقصور والممدود، مناقب بني العباس. [إنباه الرواة ٤/ ٣١ - ٣٩، غاية النهاية ٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧، بغية الوعاة ٢/ ٣٤٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>