للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على محل الكلام قبل دخول "مِنْ"، وقرأ الزُّهْرِيُّ: "أكْبَرَ" (١) بالباء المعجمة بنقطة من أسفل.

قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}؛ أي: بِما يُزَيِّنُ الشيطانُ لليهود والمنافقين ذلك النجوى (٢)؛ لِيَحْزُنَ المؤمنين، وذلك أن المؤمنين إذا رَأوا اليهود والمنافقين مُتَناجِينَ، قالوا: لعلهم يَتَناجَوْنَ لَمّا بَلَغَهُمْ عن إخواننا الذين خرجوا في السَّرايا قَتْلٌ أو مَوْتٌ أو هَزِيمةٌ، قال اللَّه تعالى: {وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} يريد: فِي الضُّرِّ {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠)} يَكِلُونَ أُمُورَهُمْ إلَى اللَّه، ونصب {شَيْئًا}؛ لأنه مفعول ثانٍ، والمفعول الأول الهاء والميم.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ}؛ أي: تَوَسَّعُوا، ومنه قولهم: مَكانٌ فَسِيحٌ: إذا كان واسعًا، قرأ عاصم والسُّلَمِيُّ والحسن: "فِي المَجالِسِ" بالألف على الجمع، وقرأ قتادة: "تَفاسَحُوا فِي المَجالِسِ" بالألف فيهما، وقرأ الآخرون: "فِي المَجْلِسِ" (٣) يعنون: فِي مَجْلِسِ


= وسلّامٌ وعيسى بن عمر ونصر بن عاصم: {وَلَا أَكْثَرَ} بالرفع، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٤، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٠، البحر المحيط ٨/ ٢٣٣.
(١) وبها قرأ، أيضًا الحسن ومجاهد والخليل بن أحمد ويعقوب وعكرمة، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٤، تفسير القرطبي ١٧/ ٢٩٠، البحر المحيط ٨/ ٢٣٤.
(٢) قوله: "ذلك النجوى" فيه تذكير للمشار إليه وهو "النجوى" مع أن النجوى مؤنثة؛ لأن آخرها ألِفَ تأنيثٍ مقصورةً، ينظر: المفصل للزمخشري ص ٢٠١، إلا إن كان يراد بالنجوى التَّناجِي، وهو مذكر.
(٣) قرأ الحسن بخلاف عنه، وعيسى بن عمر وقتادةُ وداودُ بنُ أبِي هند: "تَفاسَحُوا"، وقرأ عاصم وقتادة والحسن وعيسى بن عمرو السُّلَمِيُّ وزِرُّ بن حُبَيْشٍ: "فِي المَجالِسِ" جمعًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>