للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِرْباعِ ما شاء، ومنه قَوْلُ شاعرهم فِي عَدِيِّ بن حاتم الطّائِيِّ (١):

٣٤٩ - لَكَ المِرْباعُ مِنْها والصَّفايا... وَحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ (٢)

فالمِرْباعُ: ما ذكرناه، والصَّفايا: ما يَصْطَفِيهِ لِنَفْسِهِ قبل القِسْمةِ، والنَّشِيطةُ: ما انْتَشَطَهُ أيضًا قَبْل القِسْمةِ، والانْتِشاطُ: الانْتِزاعُ، وحُكْمُهُ: ما أحْكَمَهُ فِي المَغْنَمِ، والفُضُولُ: ما فَضلَ بعد القِسْمةِ، هكذا قاله صاحب نظام الغريب (٣).

فَجَعَلَ اللَّهُ تعالى هذا لرسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- يُقَسِّمُهُ في المواضع التي أُمِرَ بِها.

قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} قيل: هو بَدَلٌ مما تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ بإعادة الحرف كقوله: {لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} (٤)، وقيل: التقدير: كَيْ لا يَكُونَ دُولةً بَيْنَ الأغْنِياءِ مِنْكُمْ، ولَكِنْ يَكُونُ لِلْفُقَراءِ المُهاجِرِينَ (٥) {الَّذِينَ أُخْرِجُوا


(١) عَدِيُّ بن حاتم بن عبد اللَّه بن سعد بن الحَشْرَجِ، أبو وهب الطائيُّ، أمِيرٌ صَحابِيٌّ من الأجواد العقلاء، كان رئيس طيء في الجاهلية والإسلام، أسلم سنة (٩ هـ)، وشهد فتح العراق، ثم سكن الكوفة، وشهد الفتنة مع عَلِيَّ، وفُقِئَتْ عَيْنُهُ فيها، تُوُفِّيَ سنة (٦٨ هـ). [الإصابة ٤/ ٣٨٨ - ٣٩٠، تهذيب الكمال ١٩/ ٥٢٤ - ٥٣١، الأعلام ٤/ ٢٢٠].
(٢) البيت من الوافر، لعبد اللَّه بن عَنَمةَ الضَّبِّيِّ يخاطب بِسْطامَ بن قُيْسٍ.
التخريج: العين ٢/ ١٣٣، الأصمعيات ص ٣٧، الحيوان ١/ ٣٣٠، جمهرة اللغة ص ٨٦٧، ١٢٤١، الجليس الصالح ٢/ ٤٠٩، تهذيب اللغة ٢/ ٣٦٩، ١١/ ٣١٤، ١٢/ ٤١، ٢٤٩، مقاييس اللغة ٢/ ٤٧٩، ٣/ ٢٩٢، ٥/ ٤٢٧، المخصص ١٢/ ٢٧٤، ديوان الأدب ١/ ٣١١، ٤٣٢، عين المعاني ورقة ١٣٣/ أ، اللسان: ربع، صفا، فضل، نشط، تاج العروس: ربع، صفا، فضل، نشط.
(٣) هو عيسى بن إبراهيم الرَّبَعِيُّ، ينظر: نظام الغريب ص ٢٣٧.
(٤) الأعراف ٧٥.
(٥) هذان الوجهان ذكرهما النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٤/ ٣٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>