للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٧ - نَواقِلُ لِلأسْفارِ، لَا عِلْمَ عِنْدَهُمْ... بِجَيِّدِها إلَّا كَعِلْمِ الأباعِرِ

لَعَمْرُكَ ما يَدْرِي المَطِيُّ إذا غَدا.. بِأسْفارِهِ أوْ راحَ ما فِي الغَرائِرِ (١)

قرأ أبو عمرو وابن ذَكْوانَ، والدُّورِيُّ عن الكسائي: {الحِمارِ} بالإمالة، وقرأ نافع وحمزة وأبو الحارث (٢) بين اللفظين، وفَتَحَهُ الباقون (٣).

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ}؛ أي: لِوَقْتِ الصلاةِ {مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}؛ أي: فِي يَوْمِ الجُمُعةِ، كقوله: {مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ} (٤)؛ أي:


(١) البيتان من الطويل، لِمَرْوانَ بن أبِي حَفْصةَ، يهجو قوفا من رواة الشعر، ورواية الأول في ديوانه: زَوامِلُ لِلأشْعارِ"، ورواية الثانِي فيه: "ما يَدْرِي البَعِيرُ. . بأوْساقِهِ".
اللغة: زَوامِلُ: جمع زاملة، وهو بعير يَحْمِلُ عليه الرَّجُلُ مَتاعَه وَطَعامَهُ، الأباعِرُ: جمع بعير، وهو الجمل البازل، المَطِيُّ: جمع مطية وهي الناقة التي يُرْكَبُ مَطاها أي: ظهرها، الأوساق: جمع وَسْقٍ وهو حِمْلُ بعيرٍ، وهو ستون صاعًا، الغَرائِرُ: جمع غِراررة وهي جُوالِقُ التِّبْنِ.
التخريج: ديوانه ص ٥٨، عيون الأخبار ٢/ ١٣٠، الكامل للمبرد ٣/ ١٣٢، العقد الفريد ٢/ ٤٨٤، الاقتباس من القرآن ٢/ ١٦٩، ١٧٠، الكشف والبيان ٩/ ٣٠٧، أسرار البلاغة ص ١٢٢، عين المعانِي ورقة ١٣٤/ أ، تفسير القرطبي ١٨/ ٩٥، اللسان: زمل، البحر المحيط ٨/ ٢٦٣، التاج: زمل.
(٢) هو الليث بن خالد البغدادي، قارئ ثقة معروف حاذق ضابط، عرض القراءة على الكسائي، ورَوَى الحروف عن حَمْزةَ الأحولِ واليزيديِّ، روى القراءة عنه سَلَمةُ بنُ عاصم ومحمدُ بن يحيى الكسائيُّ الصغيرُ والفضلُ بن شاذانَ، توفِّي سنة (٢٤٠ هـ). [غاية النهاية ٢/ ٣٤].
(٣) اخْتُلِفَ فيه عن ابن ذَكْوانَ، فرُوِيَ عنه بالإمالة وبالفتح، وقرأ الأزْرَقُ ووَرْشٌ بين الإمالة والفتح، ولَمْ أقف على أنه قراءة لنافع وحمزة وأبي الحارث، ينظر: التيسير ص ٥١، النشر ٢/ ٥٥ - ٥٦، الإتحاف ٢/ ٥٣٨.
(٤) فاطر ٤٠، والأحقاف ٤، وكون "مِنْ" هنا بمعنى "في" هو مذهب الكوفيين وبعضِ البصريين، وهو جواز نيابة حروف الخفض بعضها عن بعض، وقد سبق ذلك كثيرًا، وقال بها هنا الأنباريُّ في البيان ٢/ ٤٣٨، والعكبري في التبيان =

<<  <  ج: ص:  >  >>