للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأرض، وأراد بهذا النداء الأذانَ عند قُعُودِ الإمام على المنبر للخطبة.

قرأ العامة: {الْجُمُعَةِ} بضم الميم، وقرأها الأعمش مُخَفَّفًا بجَزْمِ الميم، وهما لغتان (١)، وجمعها: جُمَعٌ وجُمُعاتٌ، قال ابن عباس (٢). نزل القرآن بالتثقيل والتخفيف، قال الفَرّاءُ وأبو عُبَيْدٍ (٣): التخفيف أحسن، وهو أقْيَسُ في مذهب العربية مثل غُرْفةٍ وغُرَفٍ وطُرْفةٍ وطُرَفٍ وحُجْرةٍ وحُجَرٍ.

قال الفراء (٤): ولُغةٌ أُخْرَى ثالِثةٌ، يقال: جُمَعةٌ بفتح الميم كقولك: رَجُلٌ ضُحَكةٌ وهُمَزةٌ ولُمَزةٌ ولُحَنةٌ: إذا كان يُلَحِّنُ الناسَ، وقُرَأةٌ: إذا كان يُقْرِئُ الناسَ، وهي لغة بني عُقَيْلٍ، وقيل (٥): هي لغة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.


= ص ١٢٢٣، وذهب الزمخشري وأبو حيان إلى أن "مِنْ" هنا بَيانٌ لـ "إذا" وتفسيرٌ له، ينظر: الكشاف ٤/ ١٠٤، البحر المحيط ٨/ ٢٦٤، وذكر المنتجب الهمدانِيُّ وجهين آخَرَيْنِ في "مِنْ"، أحدهما: أنَّها صِلةٌ؛ أي: إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ يَوْمَ الجمعة، والثانِي: أنَّها للتبعيض، ينظر: الفريد ٤/ ٤٦٩.
(١) قرأ الأعمش وابن الزبير وأبو حَيْوةَ وابنُ أبِي عَبْلةَ، وأبو عمرو في روايةٍ عنه، وزيدُ بنُ عَلِيٍّ والمُطَّوِّعِي: "الجُمْعةِ" بإسكان الميم، وقرأ الباقون بضمها، والجُمُعةُ بالضم لغة أهل الحجاز، وبالإسكان لغة تميم وبني عقيل، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٥٦، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٤٢٨، مختصر ابن خالويه ص ١٥٧، تهذيب اللغة ١/ ٣٩٨، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٧٨، تفسير القرطبي ١٨/ ٩٧، البحر المحيط ٨/ ٢٦٤، الإتحاف ٢/ ٥٣٨.
(٢) ينظر قوله في الكشف والبيان ٩/ ٣٠٨، تفسير القرطبي ١٨/ ٩٧.
(٣) هذا القول لَمْ أقف عليه في كتب الفراء وأبِي عبيد، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٩/ ٣٠٨، والقرطبي في تفسيره ١٨/ ٩٧.
(٤) معانِي القرآن ٣/ ١٥٦ باختلاف في ألفاظه، وقد قرأ اليَمانِيُّ: {الْجُمَعَةِ} بفتح الميم والعين، ينظر: شواذ القراءة ورقة ٢٤٣، بينما قال ابن خالويه: "ولَمْ يقرأ بها أحدٌ". المختصر ص ١٥٧.
(٥) ذكره الثعلبي بغير عزو في الكشف والبيان ٩/ ٣٠٨، وينظر: تفسير القرطبي ١٨/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>